الاردن لن ينحني للعاصفة الوبائية
د. عاكف الزعبي
06-03-2021 02:14 PM
أهم وأبلغ ما قيل عن مواجهة الاردن للموجة الاولى من وباء كورونا هو ما قاله جلالة الملك ملخصاً الامر بان المواجهة "اثبتت أن الاردن بلد مؤسسات". فعلى الرغم من مظاهر الضعف غير القليلة في الادارة العامة إلاّ ان الشدّة كانت كفيلة باحياء مخزون جهاز المناعة لدى مؤسسات الدولة لتعمل باداء وطني جيد.
وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية أثبتتا أنهما مؤسستان تملكان القدرة على اخذ زمام المبادرة والتهيؤ السريع للاستجابة لتحدي الوباء. وتحركتا محاطتان ومدعومتان بالجاهزية العالية للجيش العربي والاجهزة الامنية وبتوجيه مركزي من خلية ادارة الازمة لترسم صورة من الاداء المؤسسي اللافت.
مأخذان اثنان سجلا على مواجهة المرحلة الاولى من الوباء. اولهما الاغلاق الطويل الذي استمر 68 يوماً، وضعف السيطرة على الحدود البرية (العمري وجابر). الاغلاق كان يجب ان يكون تدريجياً اسبوعاً باسبوع ليفتح مجالاً لاستكشاف النتائج، وفي كل الاحول كان يجب ان لا يزيد عن ثلاثة اسابيع مراعاة للتوازن بين الصحي والاقتصادي. والحدود البرية افتقدت للخطة اللازمة اذ كان ينبغي ان تكون الشهور الثلاثة الاولى على الاكثر كافية لتأهيل وادارة المراكز الحدودية للقيام بدور فاعل في مواجهة انتشار الوباء.
الموجة الثانية للوباء التي نعيشها اليوم تؤكد على توافر في مخزون جهاز المناعة المؤسسي للدولة مستفيداً من دروس الموجة الاولى فشهدنا السرعة في تأمين الاحتياجات اللازمة للمواجهة وبمستوى عال. مؤسسياً اضيفت اللجنة الوطنية لمراقبة الوباء، كما تم استحداث المركز الوطني لمكافحة الاوبئة. وعلى صعيد التجهيزات تم انشاء 4 مستشفيات ميدانية بتجهيزات كاملة وفرت وبسرعة قياسية الاسرة الكافية وغرف العناية الحثيثة وتجهيزاتها وخاصة اجهزة التنفس الصناعي. كما تم تزويد الاطقم الطبية بكامل معدات الوقاية. واخيراً تم تعيين 2200 من الكوادر الطبية بين اطباء وممرضين. ما بقي ضعيفاً هو توفير المطاعيم بمستوى مقبول ومن الواضح ان متابعة امر المطاعيم يجري على قدم وساق.
في الخلاصة ان العمل المؤسسي ورسوخ المؤسسات يجب ان يكونا صفة مستدامة وفي كل الظروف وليس عند الشدائد فقط. وقد رأينا ما كان لمخزونهما من دور حاسم يؤكد الثقة في النفوس ان الاردن لن ينحني للوباء والعاصفة الصحية التي تسبب بها رغم الصعوبات الاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه .