في بلد مثل الأردن يقوم نظام الحكم فيه على النظام النيابي الملكي الوراثي تكون مهمة الحفاظ على استمرار الحكم واستقراره من المهمات الكبرى لمؤسسة الحكم، فالدول لايجوز ترك حاضرها ولا مستقبلها للصدفة أو تحت تأثير المفاجآت.
ومنذ أن استقر خيار الملك منذ سنوات على اختيار الأمير الحسين وليا للعهد كان هذا يعني بداية عملية إعداد وتأهيل للأمير تحت إشراف مباشر من الملك، فالأمر يتعلق باستقرار واستمرار الحكم والدولة ولهذا خضع الأمير خلال السنوات الماضية إلى تأهيل صعب وشاق لكنه منظم ومنهجي ليكون وليا للعهد وجزءا مهما من مؤسسة الحكم، ومابين الدراسة الأكاديمية والتأهيل العسكري توزعت عمليات التأهيل والإعداد.
لكن الأمير دخل مدرسة هامة ولايكتمل الإعداد الا بها وهي ملازمة الملك في كثير من النشاطات واللقاءات والزيارات الخارجية، وهي مدرسة الحكم، التي تجعل منه قريبا ومدركا لمعادلات الحكم وإدارة الدولة والتعامل مع الأردنيين وأيضا إدارة علاقات الأردن مع العرب والعالم، والمحافظة على الموروث الإيجابي الذي صنعه ملوك الأردن عبر عقود الدولة.
ولأن إدارة الدول لاتتم عن بعد أو عبر شاشات الكمبيوترات فإن أفضل مكان يتعلم فيه الشخص طبيعة الناس ومشكلاتهم هو الجيش، الذي يضم نسبه كبيرة من الطبقتين المتوسطه والفقيرة، ويضم مخزون الولاء الفطري، وفيه أبناء مكونات الأردن بعاداتهم وتقاليدهم، ومايفرحهم او يحزنهم، هو الأردن، ولهذا فالأمر مثلما كان الملك دخل هذه المدرسة، فمن لم يعرف الجيش وأبناءه لم يعرف الأردن والاردنيين.
الإعداد والتأهيل تحت نظر الملك، والاقتراب من مشكلات البلد والناس كل يوم، وان يكون جنديا في الجيش جزء مهم من التأهيل، مثلما هو إدراك تاريخ الأردن والدولة الأردنية، وإدراك رسالة الهاشميين و تاريخهم كل هذا جزء من الوصول إلى القدرة على أن تكون وليا لعهد الأردن.
الجمعه تحدث الأمير للتلفزيون الأردني، وبعيدا عن تفاصيل الحديث الا انه يمثل للأردنيين ولكل متابع للشأن الأردني محطة للإعجاب والاطمئنان، فهذا الأمير فيه سر الحسين رحمه الله، وهو ابن مدرسة الحكم التي على رأسها الملك عبدالله.
حفظ الله الملك واطال عمره، لكن وجود ولي للعهد بهذا التأهيل الذي لايتوقف، وبهذا القرب من الأردنيين ضرورة لقوة الدولة واستمرارها.