الشريف حسين بن علي ونزاهة النفس
أمل محي الدين الكردي
05-03-2021 08:08 PM
عند قراءة أبحاث قديمة بعضها منشور وبعضها منثور وجدت بأن المغفور له الشريف حسين بن علي طيب الله ثراه كان شديد الاطلاع على الجرائد الرسمية وغير الرسمية في ذلك الحين وحتى عندما كان في قبرص لم يكن يهمل القرأة او حتى الردود على تلك الجرائد والتعليق وتصويب المعلومة .ولا بد أن نذكر بأن بعض الاوراق الاعلامية او المنابر في ذلك الوقت وإن كانت عربية كانت تحارب فكر الشريف الحسين ولم يكن الشريف حسين بحاجة لمن يدافع عنه لأن الشريف حسين أسس قواعد نهضوية هو وابنائه واحفاده نلمسها اليوم ونعيش في ظلها.
نشرت جريدة الاتحاد العربي مقالاً بعنوان (اغترار العرب بوعودها – آي بريطانيا ،واختلاف الشريف حسين مع الانكليز) .هذا وقد كان مما وصله في ذلك الاسبوع للشريف حسين بن علي مجموعة من العناوين منها المفاوضات الخطية المتبادلة بين وفد جمعية خدام الحرمين الشريفين الهندية وبين عظمة سلطان نجد في يناير وفبراير عام 1926م ولدى تأمله العنوانين ومنها العنوان الاول فبعث برسالة رداً على ذلك المقال والذي بدأه بالقول إن ما رأيته في صحيفتكم من شعور الحس والثبات في المبدأ من خدمة الحقيقة ومواد قومكم الحياتية الذي اتمنى من عواطفه سبحانه وتعالى أن يثبتكم عليه وينور بصائركم وسأقتبس من الرسالة ما كان الرد على المقال وقصد العنوان الاول بالرد (اغترار العرب بوعودها – آي بريطانيا واختلاف الشريف حسين مع الانكليز،)وكتب تعريض بذاتي بقولهم في الاؤلى فمن الصعب القول ان الملك حسين لم يرد الا خدمة الدين وليس له اغراض ثانية وقولهم في الثانية تاكيداً لما قالته في الاؤلى ان الانكليز خدعوني واني اغتررت بوعودهم ونحوه مما الزمنا بالبحث في موضوعه بأن نصارح حضرات الآنفي الذكر الذين يقولون ان من الصعب الى اخره كما ذكر بعالية قولنا يرحمكم الله اولاً اني بشر لا انزه نفسي من الخطأ وكلما هو في معناه من قصر المدارك وانكم في حل ما قلتوه وما ستقولونه من هذا المعنى ثم وان علمكم يا حضرات الافاضل بل علم اهل السموات والارض بما هو اعظم من هذا لا يهمنا البته ما دام ان من بيده الخلق والامر جل شأنه عالم بحقيقتي لا يهمنا وكل ما تكنه ضمائري وعليه فبصورة قطعية حقيقية لا يهمنا ما ذكرتم بأي صورة كانت قلتم ذلك او لم تقولوه اقلة فان الفريضة الثانية بعد كتاب الله وسنة رسوله وهي الشرف والناموس من نعم الباري تكرمت عنايته جل شأنه بصيانتها ومع هذا فما اجدركم لانكم تشتغلون بما يزيل الفوضى المشهودة في العرب خصوصاً والعالم الاسلامي عموماً عما يفهم من ذلك التعرض ايا افاضل بالصورة المجردة من أبسط الشوائب في تهوين المصاب بتلك المصيبة التي ليس ورائها فجائع فإن تناسي فضائلكم واسترسال العالم المعلوم في سبيل خداع انقره الى درجة ابسطها تشريف كمالها بلفب الغازي وتصديكم لبحث انخداعي وارباب الكمالات مدركين المقاصد التي اشتهرت اليوم مدركينها منذ عشرين عاماً تقريباً تخول تأملها الى ارباب الكمالات فالتزام مزاياكم ببحث انخداعي المذكور وما هو في معناه وهذه المجاهرات اي مجاهرات انقره بين ايديكم لا شك انها داعية للحيرة ولا نقول عنها الا أنار الله منا البصائر وان لي اسوة يا افاضل ايضاً في مسألة الخداع اقربها ما وقع من اساليب هذا الفن أثناء حربنا المنصرم من المعاملات الصريحة بين عظماء الدول المتحالفة وتلزمنا الاخلاق بإننا لانفه ببنت شفه في موضوعه الا رجائنا بأن الباري يتولى الجميع بالتوفيق وبكل ما يحبه ويرضاه.
هذه اقتباس من الرسالة التي كتبها الشريف حسين بالرد على مقال ولم يكن عجباً ان أقرأ هذا الرد فأن هذه الكلمات والتي تعبر عن صدق في العزيمة واخلاصه لأمته وعزم نبيل على انقاذها ولم شتاتها ويبذل في سبيل ذلك الغالي والرخيص ولم يكن جلالته ليكثرت بشؤون نفسه ولا يحفل برفاهيتها .وفي دراستنا المتعمقة وفي الحق نقول انه لولا الحسين ما كان لهذه الامة التي الفت واستكانت للأستعباد، ان تفكر في اعادة مجدها ورد سلطانها تفكيراً عملياً على بذل النفوس والارواح وضرب المثل الاعلى للأمم بأن العربي يموت وادعاً في سبيل امته وعزته وشرف ابائه والحسين هو الذي جاهداً في سبيل الوحدة والنهضة العربية ومات في سبيلها . ونحن اليوم نحتفل بمئوية ثانية لا بد ان نستذكر كل التضحيات التي بذلها الشريف حسين وابنائه طيب الله ثراهم ودور الملك المؤسس وبناء شرق الاردن والاردن الحديث.