بعد أن تخلص العالم العربي من الاستعمار الأجنبي التقليدي الذي كان يمثل احتلالا عسكريا للارض واستثمارا للموارد وهيمنة على الثقافة ومنظومة القيم والاخلاق وزراعة التبعية غادرنا الاستعمار تاركا بصماته وجذوره وادواته واذرعه في بلادنا المنكوبة التي لا تعرف الاستقلال ولا تذوق طعم الحرية وابتليت بالمآسي واحدة تلو الأخرى.
انهم اذكياء ودواهي درسوا نفوسنا وسبروا اغوارنا وتركونا عظما من غير لحم وهم اليوم يستخدمون أساليب جديدة اكثر فتكا فينا وأقل تكلفة عليهم من خلال أساطير العولمة ومصطلحات الديمقراطية والانفتاح واقتصاد السوق والتحرر وكلها سموم بنكهة الفاكهة وباتت سيطرتهم واستغلالهم لموارد بلادنا وتبعيتنا لهم بشكل انسيابي محموم.
استأسدوا في فرض التبعية الاقتصادية من خلال فرض القوانين والأنظمة التي تلائم مصالحهم وربطوا مساعداتهم المالية وقروضهم ومنحهم وكيفية التصرف فيها بالسلوكيات التي تناسبهم وفرضوا قيما واخلاقيات وسلوكيات جديدة وصلت إلى حد التأثر باللباس وادوات الاستهلاك واغرقونا بسلع استهلاكية نحن بغنى عنها وفرضوا علينا اتفاقيات ربطوها بالمعونات وتشربنا ذلك ورضينا به.
اوقعوا الفتن الداخلية والنزاعات المسلحة وزرعوا الطائفية والاقليمية والتمزق والتشرذم وجعلوا المصالح الشخصية تغلب على المصلحة العامه ونجحوا في إيجاد أنظمة موالية لهم تاتمر بامرهم وتنتهي بنهيهم فكنا فريسة سائغة وسهلة.
الحل بأيدينا وليس بأيديهم من خلال الوعي الجمعي وتوفر الارادة للاستقلال الجديد والتمسك بالقيم الأصيلة والارادة الحرة.