انا وانت وانتم وهو وهما وهم نتساءل سوية عن مسار ضمائرنا ان كانت تنبض بالحياة والحيوية والصدق اما انها باتت ذابلة عاجزة معوزة لنبض الحياة وحسن سيرها ام انها سرقت او سرقها غياب التهذيب ونقاوة النفوس فاضحت حزينة متقلبة لا تعرف الاستقرار والاستقامة والنظافة وغدت طفيليات منتشرة هنا وهناك في باحات الفوضى وانعدام الاحساس وفقدان اليقين.
ما بال موظف حكومي يقبع في مكتبه منشغلا بهاتفه ولا يرد السلام ولا يجيب عن السؤال ولا يقدم الخدمة التي وجد من أجلها ولا يبالي في الترهل والجهل بجوهر عمله والتغاضي عن أخطائه وسوء معاملته.
وما بال موظف كبير تقلد أمانة المسؤولية ولا يبالي في إعطاء وعود كاذبة وتوجيهات زائفة وكبرياء محلق في السماء.
وما بال سائق سيارة يقذف القمامة من نوافذها ويعاكس السير ويتجاوز الإشارة الحمراء ويتجاوز عن الدور ويغير مسربه لهواية في نفسه غير آبه بالخطر واضعا هاتفه على اذنه او بين يديه يقلب الرسائل ويرسل ويستقبل متبلدا ومنازعا للنظام والادب.
وما بال ذلك القصاب يغش في بيعه ولا يبالي بصحتك وسلامتك وعافيتك ويلعب بالموازين ويسمعك الإيمان الكاذبة والنصائح الزائفه.
وما بال ذلك الذي يسير بين الحشود متسوقا دون ارتداء قناعه وموغلا في الحشد غير ملتفت لسلامته وسلامة الآخرين من انتقال عدوى الفيروسات الفتاكه.
وما بال أقوام يلقون بالقمامة امام بيوت جيرانهم ويعتدون على أماكن اصطفاف سياراتهم ويتسببون بالازعاج لمن يقطن تحتهم او فوقهم.
وما بال مؤتمنين على المال العام يمارسون سوء الأمانة وياكلون الحرام ويطعمون منه أبناءهم ويتحقق ثراؤهم على حساب الوطن وابنائه الحيارى.
وما بال أولئك المنافقين الذين يصفقون لكل صنيعة ورذيلة ويقدمون اناسا غير جديرين بالثقة على أنهم من الأولياء والصالحين.
وما بال أولئك الذين يمارسون الشللية والمحسوبية والواسطة لسلب حقوق غيرهم ويرمونهم في غياهب الذل والمسكنه.
ويطول الحديث وتعجز الأقلام عن الاسترسال في الخديث عن النقائص والمصائب وسوء المنقلب صارخة بالمناداة باحياء الضمائر وبعثها من جديد لتقف على مفترق الطريق لنبذ الباطل واحقاق الحق وإطلاق رياح الأمل وبزوخ فجر جديد لنفوس صالحة وضمائر حيه.