ما تنبأ به الملك المؤسس عبدالله الأول، عندما دخل عمان في اليوم الثاني من رحلته المظفرة، توقف في ماركا الشمالية الساعة الحادية عشرة ظهراً من يوم الأربعاء الثاني من أذار عام 1921م، وفيه خاطب جمعاً من أهالي عمان وشيوخ المنطقة والشراكسة وأهالي ناعور ووادي السير وغيرهم.. قائلا: «أنتم لنا ونحن لكم وانني لم أغفل كلمة مما جاء به خطباؤكم ووطنيتكم امر لا يخفى على الكون كله»... إلى نطقه السامي في يومه التالي: «وإني أقول لكم بأنه إذا جاء الوقت لاستعمال ما تستعمله الأمم من القوة عند ذلك تثبتون بانكم ما وجدتم ضعفاء».
وها هي المئة الأولى المنيرة في عمان الغار، تدلل على ما أسس له الملوك الهواشم من القوة والعمل والبناء، فكان الملك عبدالله الثاني، وريث المجد والعزم الهاشمي في بهجة الاحتفاء والسعادة بمشاركة أمانة عمان الكبرى الاحتفاء بـ «يوم مدينة عمان»، اليوم الذي يعلي نبوءة الملك المؤسس، جيلاً وراء جيل، لتكون عمان، درة المملكة الأردنية الهاشمية، وتنتشر آفاق النور لعترة الرسول النبي الأمين، فتمتد دلائل القوة التي أسست لشعب أردني نشمي، يقف اليوم في ظلال الملك الوصي الهاشمي، وهو يقرأ في دفاتر الزمان والأحوال والوقائع، تنبيهات واشارات رقي واتمتة ورقمنة قوة الدولة الأردنية بعد زمن من الإرادة الصلبة من وصول جلالة الملك المؤسس إلى عمان قبل 100 عام.
عبر أثير الشبكة الرقمية، تلمس الملك قوة الدولة التي بناها وترقبها قوية كما أريد لها، جيشها عربي أردني، علمها وطني يعتز بالرؤى الملكية لجيش الإعلام الأردني ومؤسساته الصحفية وما اسهمت به من قوة على قوة ورفعة العزة والأصالة الهاشمية،.. وفي ذروة يوم عمان، يوم المدينة الجميلة الحرة، الحضن السامق، التقى القائد الأعلى أمين عمان وكبار موظفيها عبر تقنية الاتصال المرئي، الدليل على إشادة وفرحة القائد بأتمتة الخدمات في الأمانة «قوة مدينة عمان العاصمة وجوارها» من مدن وقرى أمانة عمان الكبرى كأول مؤسسة وطنية تقدّم جميع خدماتها إلكترونياً.. ما يعني تفاؤل الملك بقدرة مؤسسات الدولة على تسريع العمل نحو التطوير والإنجاز خلال المئوية الثانية؟.
سؤال حيوي، جعل من الحضور الملكي الراقي، ناظراً إلى مجد عمان، التي تحتمي بالعزم الهاشمي، تقاوم جائحة العصر، وهي لا تكل أو تتوقف، تمد شريان الأعمال والتنمية لتواكب دلالات القوة الهاشمية التي اقبسها المد الهاشمي لتكون قوة متجددة للدولة الأردنية، قوة تعاند الضعف، وترتقي بدعم الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة الأردنية وديمومة قوتها التنفيذية، تتشارك مع سلطات المملكة التشريعية في مجلس الأمة، نواباً واعياناً، عدا عن قدرات تتواصل مع سحر الاحتفاء الملكي، بتلك الإشارات التي تصلنا مع المستقبل، فروح التحدي، يقابلها استجابة ذكية، عملية تنمية مستدامة تراها كل الأمم عبر مدارج النهضة والصحة، والالتزام الوطني والقومية، ما ابهج المدد الهاشمي، أعلى طلق ابتسامة يعشقها نشامى المملكة لقوتها في نشر عبق المحبة والجمال.
(الأمانة) نقلتنا إلى قوة رقمية تستشرف المستقبل بجدية وعمل موصول برغم ما تركته جائحة فيروس كورونا، من آثار وتداعيات اجتماعية وصحية، كل ذلك، يجعل رؤية الملك للتنمية واستشراف المستقبل، تحيا ويعزز احتفال المملكة بقدرتها وقوتها وإصرار ورعاية ورقابة الدولة الأردنية ومؤسسات الإعلام الوطني ومجلس الأمة، وحماية الأجهزة الأمنية وجيشنا العربي الأردني.
(الرأي)