اللقاحات .. من له الحق في الحديث عنها؟
د. عبير الرحباني
03-03-2021 07:18 PM
مواضيع ومقالات يكتبها اصحابها عبر الفيسبوك وعلى عبر بعض المواقع الالكترونية وبعد ذلك تقوم بعض وسائل الاعلام بمختلف اشكالها بتداول تلك المقالات.
جميل .. ان تقوم بعض القنوات التلفزيونية والاذاعية بتناول بعض مقالات الكتاب التي تنشر عبر بعض المواقع الالكترونية.. لكن! عندما تكون تلك المقالات متضمنة مقالات علمية وبخاصة انها تتحدث عن مطاعيم ولقاحات كورونا وعن الفايروسات والشركات المصنعة للأدوية.. وكأن أصحاب تلك المقالات على إطلاع تام مع منظمة الصحة العالمية أو الشكرات المصنعة للقاحات ..
وهنا.. وكي لا تضارب المعلومات وجب علينا كصحافيين وإعلاميين انتقاد من قام بكتابة تلك المقالات من جانب .. ومن قام بتداول تلك المقالات من بعض الوسائل الإعلامية من جانب آخر.
ومن هاتين النقطتين اسمحوا لي ان ابدأ حديثي ..
ليس من الخطأ ان يقوم بعض الأطباء بكتابة مقالات في مجال الطب ومجال اختصاصهم .. وليس من الخطأ ان يقوم بعض الصيادلة بكتابة مقالات عبر المواقع الالكترونية يتناولوا فيها خبرتهم في الأدوية ضمن مجال اختصاصهم .. الا وهو الادوية وتأثيراتها ومخاطرها..
لكن من المؤسف جداً ان نقرأ مقالات لبعض الصيادلة سواء اكانوا ذكوراً ام إناث يتناولون في كتاباتهم مقالات وبكل ثقة.. تتضمن الحديث والشرح عن مطاعيم كورونا وعن اللقاحات ويؤكدوا وبكل ثقة بأن بعض اللقاحات لا تؤثر على المادة الوراثية للانسان وليس لها علاقة به، وكأنهم على إطلاع تام ماذا يجري في الشركات المصنعة او كأنهم على تواصل مع منظمة الصحة العالمية .. ولا أدري تأكيدهم لتلك المعلومات في مقالاتهم كان بناءا على ماذا !!
وفي هذا الإطار لا اريد الخوض بتفاصيل اللقاحات لاني لست مؤهلة بأن اتحدث بها لا بطريقة ايجابية ولا سلبية .. لكني أتحدث هنا عن مبدأ من له الحق في الحديث عن تلك المواضيع، بغض النظر سواء اكانت مقالاتهم تعكس سلبيات المطاعيم واللقاحات ام ايجابياتها..
فخلال متابعتي لاحدى القنوات المحلية الأردنية فقد قامت بعض وسائل الإعلام وإحدى الصحف بتداول مقال.. وبناء عليه قامت بعض الوسائل باستضافة تلك الشخصيات التي تتحدث عن مطاعيم كورونا والتي يدعي فيها اصحابها بانهم استندوا الى الدراسات والبحوثات العلمية بهذا الشأن ..
والاسئلة التي تطرح نفسها في هذا الاطار..
من أين جاءوا بتلك الدراسات المتعلقة بالمطاعيم واللقاحات علماً بان اصحاب الاختصاص من العلماء وخبراء الفايروسات والشركات المصنعة ما زالوا كل يوم يخرجون بدراسات جديدة ودقيقة يتم تجربتها وإكتشافها فيما يخص التأثيرات السلبية والإجابية للقاحات !!!
هؤلاء الذين يكتبون تلك المقالات العلمية ألا يجب ان تكون مدعومة بالأدلة والبراهين والمصادر العلمية إن وجدت!! .. فكيف يتم تداول مقالات كهذه وجميع المعلومات التي قام أصحابها بكتابتها موجودة على محرك البحث جوجل !! اي ان ما جاؤوا به من معلومات عن المطاعيم واللقاحات ما هي الا مجرد نسخ من جوجل.
وبأية صفة يتحدث اصحاب تلك المقالات!! وعلى اي اساس يتم استضافتهم عبر بعض وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو المرئية او المسموعة !! للتحدث عن مقالاتهم فيما يخص اللقاحات!! وعلى اي اساس يتم تداول مقالات كهذه ليست لأصحاب الاختصاص !!
ما هو الجديد الذي أتوا به اصحاب تلك المقالات !! هل لديهم بحوثات علمية بمجهودهم الذاتي فيما يخص مطاعيم ولقاحات كورونا !! بخاصة وان البحوثات العلمية بهذا الخصوص جميعها ما زلت قيد الدراسة..
وفي هذا الإطار .. فقد اعلنت فرنسا امس تراجعها عن موقفها بشان لقاح أسترازينيكا لمن تجاوز ال 65 عاماً.. كما ان مدير مؤسسة الغذاء والدواء الاردنية اكد انه يوجد صلاحية للمؤسسة بإيقاف تداول أي لقاح حال وجود أعراض جانبية خطيرة..
فهناك فرق بين ان يتحدث عن المطاعيم واللقاحات بروفيسور مختص أو وزير الصحة أو الجهات المسؤولة عن ملف كورونا او غيرها من الجهات المؤهلة من اصحاب الاختصاص والذين هم على اتصال وتواصل دائم مع الجهات المسؤولة، وبين ان يقوم بتداولها بعض الأطباء بخاصة بعض الصيادلة حتى وإن كانت رتبتهم العلمية (دكتور صيدلي) – أو (دكتورة صيدلانية) او اي اختصاص اخر، فهذا لا يعني انهم مؤهلون، لانهم حتماً بعيدين كل البعد عن اهل الإختصاص وغير مؤهلين اصلا بالحديث عن تلك المطاعيم واللقاحات بغض النظر سواء تناولوها في مقالاتهم بطريقة سلبية ام ايجابية.
وهنا أضع اللوم على بعض الصحف التي اقتبست تلك النوع من المقالات التي تم نشرها على بعض المواقع الالكترونية ..
كما اضع اللوم على بعض وسائل الإعلام سواء التي اقتبست ونشرت هذه المقالات أو التي قامت باستضافة اصحاب تلك المقالات او القنوات التي تحدثت وتداولت تلك النوع من المقالات .. فمن المفروض ان يكون لدى هذه الوسائل الإعلامية مختلف أشكالها، القدرة على التمييز ما بين أصحاب الإختصاص وما بين اي اختصاص اخر حتى لو كان الاختصاص في المجال الطبي.. وأن يعطى كل شخص حجمه الطبيعي ضمن مجال عمله ومهنته.
فليس كل طبيب ولا كل دكتور صيدلاني او دكتورة صيدلانية او غيرهم مؤهلين للحديث عن تلك المطاعيم واللقاحات إلا أصحاب الإختصاص والجهات المسؤولة والمؤهلة للحديث عن المطاعيم واللقاحات، كي يكون هناك نوع من المصداقية وكي نجعل المواطن يتبع الجهات المخولة بالحديث عن المطاعيم واللقاحات من مصادرها الرسمية وليس الاعتماد على المقالات التي يتم نشرها عبر المواقع الالكترونية ويتم تداولها بعد ذلك عبر بعض وسائل الاعلام المختلفة لعدم تشويش ذهن المواطن.