إلى جامعة مؤتة
نثرَ الفؤادُ على الضلوع بُرُودِي
فتعطرتْ من طيفها بِورُودِي
يا مؤتةَ التاريخِ جئتكِ عاشقًا
وعلى فؤاديَ كاتبٌ وزنودي
وشمًا يخطُّ رسومَه بحروفها
فأنا المغني للهوى وبِعُودي
يا مؤتةَ الفتحِ الجليل تحيةً
قد أسفرتْ في الخافقينِ سُعُودي
الله أكبرُ ذاكَ زيدُ محمدٍ
حِبُّ النبيّ رفيقُه لعهود
إن كان جعفرُ سيدًا في قومه
فهو الشبيهُ بوجههِ المعهود
يا سيفَ عبداللهِ إنك خالدٌ
ولخالدٍ سيفُ السيوف مُدُودي
يا ابنَ الوليدِ بسيفكَ المسلول قد
خفقتْ على اليرموكِ خيرُ بنودِ
يا مؤتةَ السيفِ الأحدِّ حديدُه
جددْ بهاءَكَ في الورى بوعود
ظللْ ذؤابةَ أمةٍ مكشوفة
قد سُرِّحَتْ قهرا لكلِّ حسود
لكأنّما جيشُ الفتوح سحائبٌ
جادتْ على أرجائها بجنود
يا خيل مؤتة أصْهِلي بصهيلها
إن الكرامَ على الكرامِ جُدُودي
وعليكِ من بُشرى الرسول بشائرٌ
ومن الدماء شهادةٌ بخلود
يا مؤتةَ الشرفِ الأعزُّ مكانةً
إن الشهادة بَدْؤها بسجود
فيها ثلاثُ دعائمٍ كجبالها
سيفٌ وتاجٌ واليراعُ شُهُودي
في صرحها العلميِّ طابَ حديثنا
فكرًا وبحثًا والقصيدُ وَقُودي
رفّتْ عليكِ من السماءِ غمامةٌ
أهدابُها تغشى الصحابَ بجُود
هذي المعالم سُنّةٌ مسنونةٌ
ومباركٌ في جيشها وأسود
فرسانُها شُهْبُ البُزاةِ وأنجمٌ
تحمي اللواءَ بعزةٍ وصمود
أردنُّ يا بوحَ الغرامِ ونفحَه
هذا فؤادي يصطفيكَ خلودي
فعليهِ من أَرَجِ الشهادةِ مسكُها
والعابقاتُ من الشَّذى وَوُرُودِي
أستاذ الأدب العربي بجامعة مؤتة