عندما قال الله للملائكة : إني جاعل في الأرض خليفة كان جواب الملائكة ؛ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال لهم : إني أعلم ما لا تعلمون الى آخر الآية من سورة البقرة: الحكمة : أن الله خالق السموات والأرض والبشر والشجر والحجر يعلم كل شيء وهو العليم الخبير أن هذا الخليفة الانسان المخلوق الضعيف من نطفة أمشاج سيعمر الأرض بالعمل وسوف يرتكب المعاصي والذنوب ويسفك الدماء ويظلم ويقسو ويزني ويسرق ويحسد ويطمع ويمارس كل أنواع الشر وهو غير مدرك نتيجة تصرفاته ،، فالله علام الغيوب ولايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

ما أود قوله : إن حياة البشر ليست بيد أحد من البشر وانما بيد الله ،،وأن البشر مارسوا في بداية الخلق الشر والقسوة ضد بعضهم البعض حتى أن قابيل قتل أخاه هابيل بسبب الغيرة والحسد ،،ولكن الله سبحانه وتعالى : كلف الانسان بعمل الخير واصلاح الحياة والناس حتى تكون حياتهم يسودها العدل والحق والرحمة فأنزل الكتب السماوية الى الناس والأقوام السابقة بواسطة الرسل والأنبياء ليقوموا بهذه المهمة الصعبة الجبارة وهي هداية الناس الى معرفة الله والتفكر في خلق السموات والأرض والبعد عن سفك الدماء وعبادة الأوثان والأصنام ،،وهذا الأمر لم يكن هيناً في البداية ،،ربما استمر الأمر أزمان كثيرة على الأنبياء والرسل الذين اختارهم الله من بين البشر ،،هذه الأديان جاءت لهداية الناس الى الخير والعدل والسلام وعبادة الله والتواصل معه حتى يشعر الانسان بعظمة الخالق لذلك كانت القراءة أول شيء قاله جبريل عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم حتى يفهم القرآن ويتدبر آياته وحتى يتطور عقل الانسان الأول إدراكا وعلما ومعرفة بالحياة والكون ويبدأ في التفكير ويعرف ماحوله وكيف يتعامل مع الطبيعة والكون والناس ،فالمسألة ليست بسيطة على مخلوق جديد وجد نفسه على الأرض لايعلم شيئا عن حياته ولا يعلم ماهو الشر والخير والصح والغلط ،،فالأنبياء جاهدوا في سبيل دعوتهم وتوصيل رسالة رب العالمين الى الناس كافة ،، حتى وصلت الحضارة الى ماهي عليه وأصبح الدين منتشرا في الأرض وأدرك الناس معنى الحياة والموت والعدل والحق والسلام وأدرك الناس تمام الادراك ماهو المؤمن وماهو الكافر وما هو المنافق لأن جميع الناس وأتباع الأنبياء تبلغوا بالكتب السماوية التي نزلت في أزمان مختلفة ،، وعليهم أن يختاروا طريقهم وعقيدتهم بدون تهديد أواكراه ،،لاإكراه بالدين قد تبين الرشد من الغي ،، فالله سبحانه وتعالى حينما قال للملائكة إني أعلم مالاتعلمون فهو أعلم بالبشر وماسيحدث على الأرض من خير وشر وهو ألرحمن الرحيم .وهو على كل شيء قدير .