شهداء الجيش العربي في فلسطين
أمل محي الدين الكردي
02-03-2021 01:08 PM
لا زالت القصص المكتوبة والشفوية المؤثرة كثيرة ولكن للبعض منها قصة واستذكار وعبرة ، ومنها ما دفن تحت الثرى وذهب بلائحة النسيان ولكن يبقى الجوهر العظيم لهذه التضحية والشهادة في سبيل فلسطين ،ولقبور الأردنيين قصص تحكى في مدن فلسطين.
ومن ذكريات الجيش العربي ونحن اليوم نحتفل بذكرى تعريب الجيش العربي وننهض على مئوية ثانية للاردن بكل عزم وقوة لهذه الارض التي ضحت بدمائها وابنائها لتبقى صامدة وعظيمة منذ التأسيس وبقيت ذكريات الملك المؤسس مع فلسطين والجيش كثيرة ،ولكننا اليوم نستذكر شهيداً من شهدائنا وخاصة وانه ذكر عن معركة نيفى يعقوب ونشرت الجرائد الرسمية بأن نابلس شيعت المرحوم الملازم محمد بك عقلة احد اللذين اشتركوا في معركة نيفى يعقوب وكان في طليعة الجيش الاردني حيث قاد المعركة بنفسه حتى قضى على حسامية الارهابيين ثم عاد بسيارته من حيث أتى وحين خرج من المستعمرة فأجاه احد المجرمين اليهود بعيار ناري أصابه في رأسه أصابة خطرة وقد نقل الى المستشفى وقام الدكتور أمين بيك الرويحة باسعافه وبذل اقصى ما يمكن ولكن فشلت مهارة الأطباء حيث وافاه الأجل المحتوم في 20 نيسان عام 1948م وفي حوالي الساعة العاشرة وصل الى نابلس قائد اللواء الرابع في الجيش العربي الاردني احمد صدقي بك الجندي يرافقه الرئيس حكمت مهيار والرئيس محمود بك موسى موفدين من قيادة الجيش العربي للأشتراك في نقل الشهيد الى عمان في جنازة مهيبة . وبوصولهم استقبلهم الرئيس محمد بك اسحق قائد السرية الخامسة للجيش العربي المرابط بنابلس وتابع الجميع السير الى المستشفى حيث استقبلهم الدكتور رويحة وساروا الى الغرفة الموجودة فيها جثة الشهيد فتقدم قائد المقام احمد صدقي بيك الجندي وادى التحيةالعسكرية للجثمان وقرأ ما تيسر من القرآن الكريم وفي الوقت نفسه وصلت الوفود من نابلس وطولكرم وجنين وغيرها من المدن الفلسطينية الى ساحة المستشفى التي غطت بالجماهير وقد خرج الجثمان من المستشفى محمولاً على أكف بعض جنود الجيش العربي وقد لف الشهيد بالعلم الاردني وتقدم الجثمان حملة الاكاليل في المقدمة من قائد قوات الانقاذ القائد فوزي بك القاوقجي وثلاثة اكاليل من رام الله وقضاها واكليل من شباب نابلس والنادي الرياضي العربي واللجنة القومية وموظفي دائرة البرق والبريد وجمعية العمال بنابلس والبوليس العربي ومنظمة الشباب والاتحاد النسائي ولجنة شؤون المناضلين وبنك الامة بنابلس .وسار الموكب حتى مقر الجيش العربي بنابلس وهناك أدت له ثله من الجند والبوليس الوطني التحية العسكرية وعزفت اللحن الحزين وبعد ذلك تقبل قائد اللواء تعازي المشيعين وكان يتقبل العزاء باسم حكومة شرق الاردن وتابع سفره برفقة جثة الشهيد الى عمان .وغادرت وفوداً كثيرة مؤلفة من وجهاء نابلس وطولكرم وجنين نابلس الى عاصمة شرق الاردن لتقديم التعازي بالشهيد الملازم محمد بك عقلة الذي قاد معركة نيفي يعقوب الى الملك عبد الله الاول وليرفعوا الى جلالته آيات الشكر والعرفان وتقديم التعزية بالشهيد .وقد شيعت في الساعة الثانية عشر من بعد الظهر جنازة الشهيد الملازم محمد العقلة الذي استشهد في معركة نيفي يعقوب وقد اشترك مندوب عن جلالة الملك عبد الله في تشييع الجثمان .
هذا الشهيد البطل الذي نقل الى عمان ومتابعة من جلالة الملك عبد الله الاول طيب الله ثراه ولكن هناك الكثير من شهدائنا لا زالوا على ترابها هناك من عرفت هويته وهناك الكثير لم يعرف عنه شيءً ،وتوزعت قبور الاردنيين في مناطق مختلفة غير القدس مثل صور باهر وعناتا ووادي الجوز وقرية بدو وفي احراش عمواس وقرية بيتا والبيرة وهناك جنود في مقبرة باب الرحمة .وعملت القوات المسلحة على ترميم كافة مقابر شهداء الجيش العربي وعملت على ثوتيقها وتحديدها لتبقى شاهدة على تضحيات الجيش العربي التي خاضها دفاعاً عن فلسطين ،هؤلاء جميعاً سطروا اسمائهم في سجل الشرف والبطولة والتاريخ وستظل تضحياتهم وسام وفخر على صدور الاردنيين والاردنيات وستبقى مسجلة في ذاكرة الوطن للأجيال القادمة لاروع معاني التضحية والفداء ، وهم من أقسموا ان تكون خنادقهم للنصر او تكون قبورهم. رحم الله شهداء الجيش العربي.