من وين جايين ولوين رايحين .. وبالعكس؟!
ناديا هاشم العالول
01-03-2021 11:45 PM
تداعت أفكار عدة أخيراً على اثر تسيير قطار مصغّر لنقل الطلاب في حرم الجامعة الأردنية فبدوا فرحين مرحين بهذا الاختراع الصيني المتجوّل كنسخة طبق الأصل لتلك القطارات الصغيرة المسيّرة بالمعارض والمتنزهات القومية واحيانا بالفنادق الكبرى- كقطارات الدمى - لتسهيل التنقل على الزوار كما يحدث الآن في الحرم الجامعي بين كليتيْ التربية والطب.. جايين رايحين وبالعكس !
وبغض النظر عن ايجابياته او سلبياته فالقطار صيني المنشَأ مصنّع خارج الأردن ولا دور لنا فيه سوى باستيراده ان لم يكن مِنْحَة صينية !
تذكرت خبرا مفاده (افتتاح اول قطاربالصين يسير بسرعة الصوت) والطريف ان الخبر تبِعَهُ تعليق طريف عازفا على الوتر الحّساس: (يعني بتعطس بالصين، بتحمد ربك بالخليل، واحنا خلّينا في قصة مرَقْ من جنْبي وما سلمش عليّ)..
حقيقة «مضحكة مبكية» فتضييع الوقت بتصيّد هفوات الغير يقلّص من وقت الإنتاج والإنجاز
وعلى هامش الصين فقد طوّرت الأكاديمية الصينية للعلوم – فاست- منذ عام 2016 وحتى وقتنا الحاضر «تلسكوبا عملاقا» يصل قطره الى 500 متر بمجسّات تتحسّس نبْض الكون باحثة بين المجرّات خارج حدود درب التبانة.. وسطع نجم التلسكوب اكثر إبّان الفترة الكورونية حيث التقط موجات الراديو الصادرة عن 100 نجم نابض..
وعلى صعيد آخر نجحت «جامعة كولمبيا» /نيويورك/ باختراع بخّاخ أنفي سيكون له دور كبير للوقاية من كوفيد 19 تمت تجربته على الحيوانات..
وتمكنت شركة تركية تعمل في مجال الاتصالات وصناعة الطيران والفضاء والدفاع من ابتكار «كمّامة اليكترونية» تساهم في القضاء على الفيروسات وتوفر حلولا للاحتياجات التي نشأت بسبب جائحة كورونا.. مهنئين الشركة التركية على هكذا اختراع جاء بوقته..متحسّرين بالوقت نفسه لأننا لم نُجِبْ على سؤال حيّرنا لحد الآن:
«ترانا ماذا نحن بفاعلين في مجال البحث والاختراع والإنجاز»؟
لا شيء سوى التذمر والشكوى حتى عند القيام بأصغر الأعمال وأبسطها وأتفهها وياليتنا نتقنها/ البعض وليس الكلّ/ ولسان حالهم يقول: «مش طايق.. ما عندي خُلُق».. الخ من الأعذار التي تبدو طبيعية جدا للمجيب دون ان يدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه وحجم الخسارة المترتبة على إهماله ولامبالاته..
صحيح أننا مع مقولة «القناعة كنز لا يفنى» ولكن ليس لدرجة ان نكتفي بإنجازاتنا المحدودة متوهّمين بأن نقاشنا الأوّلي لأية خطة هو بمثابة إنجاز الخطة بأكملها.. ولو حتى بقدرة قادر انجزنا «عُشْرَها» فسرعان ما نجمّد العمل «بالتسعة أعشار» المتبقيّة!
واذا سُئِلْنا لماذا لم نكمل العمل الموكل إلينا على أحسن وجه.. تأتي الإجابة المعهودة:
«مش طايِقْ»..
بس فهمونا من وين أَجَتْ هاي «مش طايِقْ» بس عرْفونا من وين؟
للأسف تربّع أخيراً تاريخ تربوي همّش ربْط العلم بالعمل فَتاهَ هكذا اقتران بدهاليز الراحة وأروقة اللامبالاة حتى بات العلم بواد والعمل بواد آخر، لنعْلَقَ بعدها بحيّز التنظير دون التطبيق.. والتخلّف دون التقدم.. كلها نبعت من تربية أسرية معيّنة ايجابية او سلبية فالأسرة هي رافعة بناء او معول هدم..
وكلٌ وتربيته!
(الرأي)