محطات في حياة الهاشميين .. ذكرى تعريب الجيش
أمل محي الدين الكردي
01-03-2021 11:25 AM
الملك عبد الله المؤسس... وجيشنا العربي
نشأ الجيش العربي من نخبة من رجال الثورة العربية الكبرى وأبناء العشائر الذين خرجوا مع الامير عبد الله بن الحسين والتحقوا به بالحجازلأنفصال الاردن عن بلاد الشام ،وتمتع الجيش العربي بحسن السمعة الدولية والاقليمية وحمل رسالة الحرية والاستقلال والانسانية والجندية بشرف وأمانة ، قام جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال رحمه الله في الاول من آيار عام 1956م تعريب الجيش وأعفي الفريق كلوب باشا من قيادة الجيش والذي كان قائداً منذ عام 1939م-1956م والجيش العربي الاردني اليوم والذي حمل رسالة الثورة العريية الكبرى والتي أينعت جذورها بيننا ولم يتوانى للحظة عن مساعدة أشقائه في كافة المجالات وخاصة في فلسطين الذي أبدى التضحية والشجاعة بأمانة وقدرة وعزيمة .
قال بن غوريون - الزعيم الصهيوني ورئيس وزراء إسرائيل – عن الجيش الأردني خلال حرب عام 48: إن مصير الحرب، يتوقف على القتال بين الجيش الإسرائيلي، والجيش الأردني، فإمّا أنْ يخترق الجيشُ العربي الأردني مثلثنا، أو أن نقوم نحن، باختراق مواقعه، فإذا نجحنا، نكون قد أوشكنا أن نكسب الحرب، فالجبهة الرئيسية التي تواجهنا هي التي يتمركز بها الجيش الأردني، في منطقة القدس وجبالها (منطقة وسط فلسطين)، وليس تلك التي يتمركز بها الجيش المصري في النقب، أو الجيش السّوري في الجليل. إنني أحترم قدرة الجيش العربي الأردني، وشجاعة جنوده..
وأكدت وكالة الأنباء الروسية الرسمية أن الجيش الأردني يعد من أفضل الجيوش العربية خبرة، وتسليحاً، وكفاءة، وعزيمة، وقدرة قتالية عالية.
وهذا مايذكرني بخطاب الملك المؤسس الراحل طيب الله ثراه في آب عام 1951 م والذي كتب مقالاً بعنوان الجيش العربي والحرس الوطني والذي قال فيه:
وضعت نواة الجيش العربي في مدينة معان عام 1920م عند وصولي اليها بعد سقوط الملكية الهاشمية بالشام بتلك الضربة التي انزل بها الجنرال غورو ،وتلك الترددات السياسية التي أصابت من في الشام من رجالات تحيروا فوهنوا ،ثم أضاعوا ما أضاعوا في ذلك الوقت .
كانت هذه النواة مركبة من ضباط وافراد التحقوا حمية ونخوة وقد جاء معي من الحجاز عدد منهم وهم حامد بك الوادي (حامد باشا) وداود بك المدفعي وغيرهما ووجدنا في معان عبد القادر بك الجندي (عبد القادر باشا) وغالب بك الشعلان(غالب باشا) رحمه الله وغيرهم ممن يبلغ عددهم خمسة وعشرين ظابطاً وعدد افراد هذه النواة مائتان وخمسون جندياً تحركت من معان الى عمان وخبطت بالقوى السيارة التي كانت موجودة هنا ووضع بناء هذا الجيش وعندما قضت السياسة بترك الحركات العنيفة وسلوك السياسة لينة مع فرنسا في الشام ،قرالقرار على يكون اسم الجيش (الجيش العربي ) وقد اتيحت الخدمة لكل ضابط عثماني عربي في سوريا ولبنان وفلسطين حتى ينضم اليه وينضوى تحت لوائه ،وبالطبع فكل عراقي وحجازي متممة من متتمات إيجاد هذا الجيش وقد سماه البريطانيون أ ر ب ليجون وقد قام على تدريبه غير الضباط العرب ضباط بريطانيون وعلى رأسهم اللواء بك باشا وعلي ان اقول والحمد لله أنني نلت أكبر نصيب من التوفيق بيد هذا الجيش الذي لا يُخجل قواده ،ولا يرهن امراءه ولا يخيب ظن قومه ولا يتقاعس او ينكس عن لذوذ حقوقه وحقوق بلاده فهو الشجاع المقدام وهو العليم المنفذقضى على ثورة الكورة في الشمال وعلى حركة الفساد في البلقاء ووطد الامن في لواء الكرك ومعان وبالأخص في وادي موسى ونواحيها بإقدام وحسن خلق وهذا الجيش نقي الاخلاق لا يمد اللعين الى ما لا يحل له ولا يعتدي ولا يغل ولا يتهجم على من يلوذ به ومع ذلك قد استمد اليه عدد غير يسير من الاقطار العربية وعاد كل منهم الى وطنه وهو مقتبس من هذه الاخلاق ،مستفيد من التعليمات والان نقول ان حركاته بالاحتفاظ بالقدس وبسالته في قتال الشوارع فيها والاستيلاء على الدور المحصنة يذكرنا المجاهدين الاولين في الاقدام والشهامة .وأما الحركات التي قام بها الى الدفاع عن باب الواد واللطرون وفي المثلث نفسه قبل وصول الجيش العراقي اليه ،وكذلك الأستيلاء على مستعمرات كفار عصيون ونيفي يعقوب الى سائر ما كان قد وقع في اللد والرملة من دفاع سرية واحدة ثماني واربعين ساعة وهي مطوقة بلوائيين يهوديين وخروجها سالمة ووصولها بجميع لوازمها الى اصل الجيش وهذا يدل دلالة قاطعة على انه محل مفخرة لا للأردن فحسب ،بل لكل بلد منسلخ عن الحسد والحقد .وهو اليوم في عدد وعدة وتشكيلات يطمئن من هو منهم .
وقد أصبحت قوات الحرس الوطني جزء متمما لهذا الجيش الذي هو سبب من أسباب الظفر ،ولطف من الطاف البارىء عز وجل .
والجيش هو الجيش فقط سيف البلاد وسياجها ومدار اعتزازها وصوتها وسوطها وكيد اعدائها ،وقرة عين مليكها وهو هو كلما ازداد حصل الأمن وكلما تمرن اكتوى على تحمل المسؤولية ،وأن مؤاخاة والزمالة التامتين بين العرب والبريطانيين من المنسوبين لهذا الجيش مما يدعو الى الشكر والثناء .
ومن الاعتراف بالجميل ذكر تناول ما يحتاج اليه من اسلحة واعتدة من الجانب المحالف البريطاني ما عدا تلك الفترة أثناء فتنة فلسطين وقد زالت وانني لا ابالغ اذا قلت انه تقدم هذا الجيش في آي ميدان يدعى فيه الى منازله ،خصم فهو مستعد استعداد الجيوش الحديثة اذا كانت الفروق في العدد متكافئة او كان العدو اكبر نسبياً منه وهذا من فضل ربي.(عبد الله بن الحسين)
اذا تحدثنا اليوم عن الجيش الاردني من تضحيات وقضايا انسانية وأزمات وبناء مؤسسات الدولة وقوات حفظ السلام في مختلف دول العالم والمجالات الطبية والتعليم وحماية الحدود وقضايا اللأجئين الحديث يطول ولن ينتهي ،ان ضرورة توثيق تاريخ الاردن وتضحيات الجيش ودور الجيش داخل وخارج الوطن المشرف بحاجة الى التوسعة به وحفظه . واليوم نتطلع الى جيشنا العربي الاردني وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بعين الفخار والاعتزاز حمى الله القائد والجيش وانعم الله علينا بالصحة والامان .وكل عام وقائدنا وجيشنا بالف خير .