نقف في منعطف خطر ما بين التعليم الوجاهي الذي يتحقق من خلاله أعلى قدر من الاستفادة للطلبة و لكن في الوقت ذاته ينتشر الوباء من خلاله بشكل اسرع ، و ما بين التعليم عن بعد المُتعب للمعلمين و الطلبة و الآمن صحيا في ذات الوقت ...
ما الخيار الأفضل في هذه المرحلة؟
سؤال معقد و في ذات الوقت اجابته منطقية بديهية، فإن فضّلنا التعليم الوجاهي سنضمن إمداد المعلومات للطلبة بشكل طبيعي سوي نفسيا و عقليا و جسديا بلا اي معوقات، لأن الطلبة في طور النمو و التعلم بحاجة للاحتكاك و التجربة القائمة على التفاعل، و بهذا الخيار سنضمن أيضا استقرار اقتصادي لقطاع التعليم الخاص الذي تعتاش من خلاله آلاف الأسر...
الجانب الصحي في هذا الخيار حساس و خطر لان هذا النوع من التعليم يساهم بشكل كبير في نشر الوباء و تهديد أرواح الطلبة و الكادر التعليمي بشكل واسع نظرا للمرحلة الحساسة التي نمر بها... اذن في خيار التعليم الوجاهي سنضحي بالأمن الصحي مقابل الأمن التعليمي و النفسي.
أمّا إن فعّلنا خيار التعليم عن بعد فماذا سيحصل؟
سوف نُبدّي الأمن الصحي و ضمان عدم انهيار النظم الصحية على ضمان الوفرة التعليمية المثلى للطالب ، ففي التعليم عن بُعد لن يكسب الطالب معلومات و تجارب و اختبارات بقدر تلك التي تتوفر له داخل الغرفة الصفيّة، لكن في ذات وقت لن تتأثر صحة الكادر التعليمي و صحة الطالب و ذويه على أقل تقدير... ولكن على الجانب الآخر قد تتأثر اقتصادات تلك المؤسسات التعليمية جراء عدم توفر السيولة المالية اللازمة.
ما الحل الامثل لضمان استقرار تعليمي صحي في ظل هذه الجائحة؟
الخطوة الأولى تكمن في تطعيم المعلّمين في كافة المؤسسات التعليمية لضمان سلامتهم و استقرارهم البدني.
الخطوة الثانية ابتكار #نظامتعليممزدوج يربط التعليم الوجاهي بالتعليم عن بعد عن طريق توزيع مدروس للمواد التعليمية بين الطريقتين لتقليل مدة تواجد الطالب داخل المدرسة، و لضمان توفر المعلومات له بشكل سلس.
الخطوة الثالثة "توفير عوازل" تفصل بين المعلم و الطلبة و الطلبة أنفسهم خلال تواجدهم في المدرسة و الاستغناء عن غرف المعلمين و الفرصة للطلبة للتقليل بشكل او بآخر من فرص الإصابة و نشر الوباء.
الخطوة الرابعة... (هذه الخطوة ليست آنية بل يجب أن تطبق بشكل دائم) ... دمجالكتبالمدرسية للطالب بكتاب واحد لكل شهر، يحتوي على المواد المقررة كل يوم، بحيث تقلل الحمل و الجهد على الطالب و تضمن عدم لمس اسطح عديدة.
الخطوة الخامسة يجب على الحكومة دعم موازنات القطاع التعليمي إما عن طريق قروض طويلة الأمد او عن طريق حوافز و تسهيلات، فإغلاق كلي بلا دعم ستكون خطوة غير منطقية و اعلان لبدء انهيار اقتصادي شامل....
هذه نظرتي الشخصية فيما يتعلق بالقضية التعليمية في ظل هذا الوباء، لضمان أعلى استفادة ممكنة و ضمان توفر أمن صحي مستقر.