في هذا اليوم الأغر من تاريخ الأردن المجيد ، يوم ان أشرق فجر الحرية والفخار وسيادة الوطن ، حين هدر صوت الحسين ، معلناً قرار تعريب قيادة الجيش العربي ، ليكون فاتحة خير وبركة للوطن والامة ، فأضاف صفحة ناصعة للتاريخ الأردني العابق بالمجد.
هذا اليوم الذي نحيي فيه ذكرى قرار تعريب قيادة الجيش العربي المصطفوي ، الذي اتخذه جلالة المغفور له بإذن الله ، الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه ، بشجاعة معهودة ، متحدياً الهيمنة الاستعمارية ، ليعطى الفرصة لأبناء الوطن ، لتولي المسؤولية في القيادة العسكرية ، وخلق القادة من أبناء الأردن ، الذين استطاعوا بكل فخر وعزة وشموخ ، أن يكونوا خالدين ، بعد ان انحنى المجد لهم ، ارتقوا الى اعلى الاعالي ، رافعين رايات النصر ، خفاقة عالية ، ساطعة كالشمس ، زاهية بدمائهم ، معطرة برائحة تراب الوطن ، ودفاعا عن مقدسات وكرامة الامة.
قرار التعريب المبارك جاء كخطوة جريئة ، مجلجلا في الداخل والخارج ، فكان نهاية للمعاناة وولادة للمستقبل ، ونقطة تحول مهمة في تاريخنا الحديث ، ودافعا قويا ، للدفاع عن استقلال الاردن وكرامته وحريته ، فقاد الاردنيون جيشهم ، حاملين الراية الهاشمية الخفاقة ، في الدفاع عن الوطن وقضايا الامة ، التي هي امتداد لثورة الآباء والأجداد ، من بني هاشم الأطهار .
اننا واذ نستذكر باجلال هذه الذكرى العظيمة ،ننحني لكل جندي وضابط في الجيش العربي ، ونستذكر بها قوافل الشهداء ، الذين قضوا في معارك الشرف والفداء ، وبذلوا دماءهم وارواحهم ، حفاظا على حرية الوطن وسيادته واستقلاله ، بسًفرْ خالد من الامجاد والبطولات ، وصور العزّ والمجد والفخار ، وملاحم الاباء والشمم ، ليسطّروها باحرف من نور ، في الدفاع عن ثرى الاردن الطهور ووحده ، وفي الدفاع عن ارض العروبة ، وعن المقدسات ، وقيم ومبادئ ديننا الحنيف وقيمنا العروبية الأصيلة .
جيشنا العربي المصطفوي بكل تشكيلاته ، هو المؤسسة التي تحمل عنوان للوطن ، ودرع لوحدته وحمايته ، وهو المؤسسة الاهم ، بعد مؤسسة العرش ، في صناعة الاستقرار والأمن والتنمية ، وهو صمام الأمان ، الذي يحمي الوطن ويصون سيادة الدولة الاردنية العتيدة ، وهي المثل والقدوة ، في الحفاظ على هيبة المجتمع ، والمرآة التي تعكس جوهر ترابط وتكافل وتضامن كل ابنائه الغرّ الميامين .
ان ذكرى تعريب الجيش هي تأكيد جديد ، على استمرار المسؤولية الكبيرة للهاشميين ، في بناء الدولة الأردنية الحديثة ، فالقواتنا المسلحة تعد من أدوات بناء وتنمية هذا البلد ، في سبيل تحقيق التنمية الشاملة ، والحفاظ على المكتسبات والمنجزات الوطنية ، فقد اولى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين رعاية خاصة لمؤسسة الجيش وحظيت هذه المؤسسة بدعم جلالتة ، منذ توليه سلطاته الدستورية ، لتواصل قيادة عملية التطوير والتحديث ، كما وشاركت هذه المؤسسة العتيدة في رسالة السلم العالمي والحفاظ على قيم ومبادئ الانسانية جمعاء .
في هذه المناسبة الخالدة ، ننظر حميعا الى المستقبل وكلنا ثقة بالنهج الحكيم ، الذي اختطه جلالة مليكنا المفدى ، ليبقى الاردن صامدا قويا ، في مواجهة كل التحديات ، فالاول من آذار ، مناسبة لكل الاردنيين ، كي يجددوا البيعة والتأييد والولاء لقائدهم المظفر ، عبدالله الثاني عميد آل هاشم ، الذين ما أنفكوا يقدمون الغالي والنفيس ، في سبيل رفعة وازدهار هذا البلد الامين .
رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ .