دائما تكون حدود الدول من التحديات التي تواجه جيوشها وأمنها، أن لم يكن لأسباب سياسية فالاسباب أمنية و لمكافحة التهريب للسلاح والمخدرات والبضائع، لكن الحدود الأردنية دائما يكون التحدي السياسي الأمني فيها حاضرا والأسباب والتفاصيل معلومة، لكن العقد الأخير أو أكثر تحولت فيها عمليات حفظ الحدود إلى عمل يفوق المعتاد، فالدول على حدودنا الشرقيه والشمالية أصابها احتلال وتفكك وذهبت جيوشها بعيدا عن الحدود بل إن فترات وسنوات كانت فيها الحدود من مناطق نفوذ تنظيمات ارهابيه وميليشيات وعصابات.
الجيش يعلن خلال الأسابيع الاخيره عن إفشال محاولات تسلل أو تهريب قادمة عبر الحدود السورية والعراقية، وقبل أيام أعلن الجيش انه سيرسل قوات خاصة مدعومة بالعطاء الجوي إلى الحدود الشرقية والشمالية وهذا يعني أن هناك استهدافا منظما للحدود التي يصل طولها على الجبهتين إلى مئات الكيلو مترات، وهو استهداف يعيدنا إلى الفترات الساخنه قبل سنوات عندما كانت التهديدات الأمنية عبر الحدود خطيرة لكنها كانت تواجه باحترافية عالية من القوات المسلحة التي منعت عن البلد تلك الأخطار الكبرى من محاولات تنظيمات ذات هويات مختلفه أن تدخل الأردن وتهدد حياة الناس وارزاقهم.
في زحمة كورونا وآثارها على الجميع من الضروري أن نتوقف عن تجدد التهديدات القادمه عبر الحدود، فتتابع محاولات التسلل والتهريب وقرار الجيش إرسال قوات خاصة بحماية جوية يعني أن هذه الحدود عادت ساخنه، والأمر ليس محاولات تهريب بضاعه أو حتى قطع سلاح أو مخدرات فهذا عمل اعتادت عليه قوات حرس الحدود، لكن الأخطار تبدو من النوع الآخر، فمايجري مثلا في المناطق الحدودية مع سوريا ليس امرا سهلا ، وكذلك العراق الذي عادت إليه نشاطات تنظيمات ارهابيه وربما أنواع أخرى من التنظيمات على الحدود الشرقية والشمالية.
لأن الأمر له طابع عسكري فمن الطبيعي أن لا تتحدث القوات المسلحة بالتفاصيل، لكن قراءة ما يتم اعلانه من أخبار يقول ان الدولة ومن خلال القوات المسلحة زاد حملها في الفترات الأخيرة وان البلد يواجه تحديا أمنيا وسياسيا على الحدود الشرقية والشمالية، تحديات واجه الأردن مثلها في السنوات الأخيرة لكن عودتها أمر يستحق معه أن نوجه التحية للجيش وكل الجهات المعنية.