نذير والعسعس: التحدي في التفاصيل
د.مهند مبيضين
28-02-2021 12:01 AM
لا يستطيع وزيران في حكومة د بشر الخصاونة، إخفاء قلقهما، واحد من الوضع المالي، والآخر من الحالة الصحية وتضاعف انتشار الوباء، د. محمد العسعس في خطاب الموازنة دعا إلى تضحيات، واجراءات غير مسبوقة، والعبيدات، لا يكفُّ عن التحذير وذكر التدابير الملحة، إن بقينا على ما نحن عليه، برغم ان العبيدات أقرب للتيسير وفتح أبواب الفرج على الناس، لكن لا حول ولا قوة له من جراء ما نستهتر به، وما بلغه الناس من ضيق.
العسعس، كذلك الحال، متألم لما وصلنا إليه، لكنه واضح وصريح، وهو صاحب الكلمة الشهيرة» الباقي تفاصيل» في بداية الجائحة، لكن التفاصيل اليوم جاء وعيدها فثقلت عليه وعلى الموازنة، بَيدَ أنّ الرجل المعروف بتحضير درسه جيداً دوماً، قد تكون الحالة الاقتصادية متعبة له وللناس، وهو العارف بأن الإفراط بالأمل محذور، لكن عذره في أقواله وتحذيراته أن العالم كله يتراجع ماليا، ودول نفطية قدمت موازنات بعجز مالي كبير.
الوزيران عبيدات والعسعس، كما غيرهم من زملائهم، لكنهما في المواجهة الأصعب من دون بقية الفريق الحكومي، واحد يبغي المال للدولة كي يمرر ويلبي كل مطالب النواب التي أمطروا بها الحكومة، وآخر يلتمس من الناس الوعي بخطر الإصابة والالتزام بالكمامة، وسبل التباعد المرجوة كي لا نقع في هاوية الجائحة.
الاثنان عبيدات والعسعس من خلفية اكاديمية، لهما طول باع في خبرة الدرس العلمي، وتحضير ما يجب ان يقال، ولا يقال، وهما في كل ظهور يبدوان في مواجهة مع المصداقية التي لا تغيب عنهما وإن كانت موجعة، في المقابل يأخذ الكثيرون عليهما مآخذ عدّة، فلا وزير منزه عن الخطأ، ولا بشر منّا معصوم.
ليت الحكومة تقلل من التحذيرات المفرطة، وليت الجميع يعلم أن كل الشعوب لديها الرغبة بالانفلات، وتواجه حكومات عالمية ما تواجه حكومتنا، ولكن تلك الحكومات تتخذ قراراتها بلا تردد وبشكل واضح، ويشارك الناس في القرارات بشكل معقول.
التعليم عند تلك الدول واجب أخلاقي، لكن تلك الحكومات لا تسمح للتعليم الخاص بنهب الناس، او تضليلهم بالرسوم، وتستجيب المدارس الخاصة والجامعات لسياسات الدولة المالية في حالة الطوارئ.
نعم لدينا مخاوف ولدينا وزراء يمتثلون الصدق والشفافية، من أمثال العسعس والعبيدات وآخرين، ولدينا مسؤولون في منتهى الاحترام، لكن لدينا أيضاً دروس كبيرة في الفشل والتضليل والنجاح، ولدينا رؤساء مؤسسات وأمناء عامون يكذبون كثيراً ويستهدفون الناس في ارزاقهم لغايات جهوية ومناطقية وللقصة فصول تترى.
(الدستور)