أحزابنا وإستراتيجية الرفض
د. فهد الفانك
01-05-2010 03:55 AM
وحـده لا يكفي من أجـل الوصول إلى الهدف، صحيح أن التغيير والإصلاح يبدأ برفض الموجود تمهيداً لما يجب أن يكون، ولكن تطبيق ما يجب أن يكون يحتاج إلى قدر من الفكر الخلاق الإيجابي.
هذه المشكلة يعاني منها اليوم الحزب الجمهوري الأميركي الذي لا يملك حالياً سوى برنامج واحد هو معارضة كل سياسات وقرارات الرئيس الديمقراطي أوباما. ومع أن من حقهم أن يعارضوا، إلا أن من واجبهم أن يقدموا برنامج عمل وأجندة متكاملة حتى يمكن انتخابهم على أساسها.
أوباما بدوره عارض سـلفه بوش، ورفض الكثير من سياساته وقراراته، ولكنه عندما طالب بالتغيير كان يطرح برنامج عمل في السياستين المحلية والخارجية، فعرف الناخب أن أوباما يريد تطبيق برنامج شامل للرعاية الصحية، وإغلاق معتقل جوانتنامو، والانسحاب من العراق، والتركيز على أفغانستان والقاعدة، وإزالة الفجوة بين أميركا والإسلام لسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين. وعلى هذا الأساس أعطاه الشعب الأميركي تفويضاً بالتصرف لمدة أربع سنوات، قابلة للتجديد إذا نفذ وعوده وحقق شعار التغيير الذي رفعه.
في بلدنا معارضة متنوعة، توفر قدراً من الحيوية والحراك على الصعيد السياسي والفكري. وهي تتصدى لسياسات الحكومة وقراراتها، وهذا جيد ويسد فراغاً، ولكنه لا يكفي، فنحن نريد أن نعرف ماذا تريد المعارضة أن تعمل فيما إذا أتيحت لها الفرصة وقام جلالة الملك بتكليف أحد زعمائها بتشكيل حكومة، كما حدث عند تكليف المرحوم سليمان النابلسي.
أحزاب المعارضة الأردنية تضم قيادات ذات كفاءة لا تقل عن كفاءة الوزراء، وهي قادرة على تشكيل حكومة في ظروف معينة، لكن المشكلة أنها تشكل جبهة واحدة تضم أقصى اليسار الشيوعي وأقصى اليمين الإسلامي، وتقدم برامج موحدة يجب أن ترضي الاتجاه اليميني الديني واليساري العلماني في الوقت ذاته، تلتقي عند الحد الأدنى من حيث قوة الإقناع وتلبية طموحات الشعب ناهيك عن طموحات الأحزاب نفسها.
في الأصل أن الأحزاب تنافس بعضها ولا تتآلف إلا عند تشكيل حكومة ائتلافية تحصل على ثقة برلمان تعددي، لكن أحزابنا لا تتنافس بل تتحالف على مبدأ واحد هو معارضة ورفض الحكومات المتعاقبة.
عن الراي والكاتب رئيس مجلس ادارتها.