قدر الله وما شاء فعل، فقد نقل لي ابني فيروس كورونا في زيارته نهاية الاسبوع، وكذلك لأخيه، والحمد لله على كل حال، الشباب تخلصوا من الاعراض ولكني ما زلت اعاني من السعال المقيت وضيق التنفس، في اسبوعي الثاني، ولست جزعاً فالكل معرض للإصابة والمعاناة، وكذلك تقادير رب العالمين نرتضيها مؤمنيين طائعين.
بعث لي الكثير من الأصدقاء سائلين ننتظر مقالاتك، فابتسمت ابتسامة رضى..ان هنالك ثمة من يقرأ لي ويتابعني والحمد لله.
اما كتابة المقالة فهي ليست نزوة ولا عمل روتيني مبرمج، انا بحاجة لاشتباك ما مع موضوع ما.. ليثير عندي ملكة الكتابة، في المرض تختلف الامور، أنت في اشتباك دائم مع الأدوية والوصفات ونوعية الطعام والسلوك، وهذا يشغلك عن كل المواضيع رغم اهميتها، ليس ثمة من يأخذ اهتمامك إلا الخروج من المرض ومضاعفاته، إرادتي قوية لا أحب الضعف والإستسلام وأمقته وأمقت من يمارسه، اواجه المرض وامور الحياة والمشاكل بكل قوة وعنفوان إذا كنت على حق، وأنا على حق في موضوع ومكيدة لي معها شأن وأي شأن، ولكني صاحب بال طويل ولكن عندما يحين الفعل فلن أتوانى لحظة، وسيرتد السحر على الساحر، في الحياة لا للإنكسار، قد تنحني للعاصفة لكن لا تنكسر.
في كورونا اشتبكت مع كل ما هو إنساني، نسيت كل ما يدور، حتى الأخبار لا اتابعها، في العزل أنت بحاجة لاشياء مختلفة، حتى لو داهمك عديموا الإنسانية بطلبات غير مقدرين وضعك الصحي، فقد عميت قلوبهم وأضاعوا الاخلاق منذ زمن بعيد!
المهم.. كورونا تأتيك من مأمن.. فقد عشت كل الفترة الماضية حذرا واستخدم كل الإحتياطات، وبسهولة ومن مخالطتي لابني اكتسبت المرض انا واخوه، أقول للجميع الكورونا والامراض ستداهمنا فالمكتوب ليس منه مهروب، نعاني نتألم نجزع ولكن لا نضعف، ليكن الأمل بالله دائما حاضرا، ومعه الإحتياطات، وفي الحالتين نمتثل ونرضى بقدر الله فهذا خارج إرادتنا، أما ما نحن بحاجة له فهو سهل لمن يتخلص من عقدة النقص والأذى وجلب السوء والمكائد للأخرين، بحاجة للعودة لتطبيق الأخلاق قبل تطبيق التشريعات، والفرعنة والتنمر والتسلط لا تدووم، الأيام أطول دائما من أهلها، ودولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، أنا لا ابعث مواعظ لأحد… ولكني أعرف أكثر مما يلزم أن أعرف، وتعودت أن أقول كلمة الحق غير خائف أو مرتجف، (وإللي على راسه بطحه بيحسس عليها)، والقادم أجمل وقريبا بإذن الله، (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ… 87 يوسف)، أقولها لكل الذين يسألون عن الخلاص من المعاناة، قوي إيمانك بالله وكل مُر سَيَمُر… مرضا كان ام ظلما…أم أذى أم معاناة… شافانا الله وعافانا من الأمراض العضوية والنفسية ومن كل سوء… وأملي بالله لا يخيب… حمى الله الأردن.