كنا فيما مضى من الزمن وانقضى ننظر بعين الاجلال والأكبار لحملة الشهادات العليا وحتى لطلبة الدراسات العليا على اعتبار انهم متعلمون متميزون بالذكاء و المعرفة والجدارة لهم هيبتهم في المحاضرات وفي البحوث وطريقة الحديث والشخصية الكارز مية التي تنم عن قوتهم وعلو مقامهم.
كنا يوم ذاك ننظر إليهم بمهابة واحترام ونرى فيهم مخزونا علميا هائلا واداء متميزا في التدريس والتأثير والقيادة ونتساءل عن الجامعات التي حضنتهم وخرجتهم كالدرر الناصعة فيقال من جامعة أكسفورد او من جامعة هارفارد او جامعة السوربون... الخ.
وتفاءلنا حينما رأينا جامعاتنا تتجه باتجاه التعليم العالي ومنح درجة الماجستير والدكتوراة معتقدين اننا وصلنا إلى مرحلة النضج العلمي والقدرة على الولوج إلى هذا المنعطف الايجابي الضخم.
وبعد المرور بهذه التجربة لاعوام خلت رأينا ما حل بنا من انحطاط التعليم وبلوغه ذروة الضعف والهزل تمثل ذلك في حملة لدرجات الماجستير والدكتوراة وهم اغرار ما يزالون يجهلون صياغة جمل عربية سليمة خالية من الأخطاء اللغوية والاملائية ورأيناهم ينسخون ابحاثهم من كتب وابحاث سابقة ولا يجيدون حتى النسخ ويسرقون معلومات من سبقوهم في البحث دون الإشارة إلى مصدر المعلومات واصبحت الجامعات تمنح هذه الشهادات دون حسيب او رقيب وكثر الحاصلون على هذه الشهادات بغرض الحصول على اللقب والجوهر فارغ وانكسر ظهر العلم وأصبح ينظر إلى الجامعات على أنها غرفة للتجارة وللربحية.
وأصبح هؤلاء الخريجين يعينون في الجامعات أعضاء في هيئة التدريس وهم في واد و العلم في واد اخر وانحدر مستوى الجامعات وانحدر مستوى التعليم وخسرنا فرص العمل الخارجية.
الشاهد في هذه القضية ان الشهادات العلمية العليا ليست لمن هب ودب وإنما هي لصفوة الأذكياء والجديرين بها وفق معايير للقبول ووفق امتحانات تفرز من يستحق الالتحاق بهذه البرامج فلسنا بحاجة إلى الالاف من حملة درجة الدكتوراة الجاهلين الغائبين عن العلم وكفاءة الأداء.
آن الآوان لاعادة النظر في أسس القبول واجتياز الامتحانات واجتياز الأبحاث العلمية حتى يكون للشهادة منها معناها واستحقاقها وحتى لا ينحدر التعليم إلى مستوى مظلم.