رؤساء الوزارات وترتيب البيت الداخلي الأردني
السفير الدكتور موفق العجلوني
26-02-2021 08:28 PM
حكومة الخصاونة تشبه حكومة الملقي ومحصلتها الرحيل : اتفق مع الكاتب الكبير والصديق العزيز الأستاذ ماهر أبو طير الى حد ما واختلف معه الى حد ما في طرحه حول رأيه في الثلاث حكومات الخصاونه والملقي وبدران.
باعتقادي كافة الوزارات السابقة وعلى راسها حكومة دولة الدكتور عبد الله النسور لا تختلف كثيراً عن بعضها وخاصة في مسألة التعديل او عدم التعديل او التشكيل او إعادة التشكيل. كافة أعضاء الفريق الوزاري للرؤساء السابقين - الا من رحم ربي - يأكلون من رصيد الرئيس، وبالتالي تجنباً لكلفة التعديل أمام الرأي العام، ستجلب كلفة أكبر للرئيس ذاته، إلى درجة أن يصف خصوم الرئيس بإن كل الحكومة ضعيفة، ولا فرصة لها للنجاة طويلً . وتاريخ الأردن حافل بهذه المعطيات ، ففي اللحظة التي تتشكل فيها أي حكومة يتشكل بنفس الساعة أعداء لهذه الحكومة ويقسمون يمن العداء لهذه الحكومة حتى رحيلها، هذا هو التراث الأردني تجاه الحكومات حتى حكومة دولة المرحوم وصفي التل من تسلم من قامة وطنية بمهاجمته بعد ما يقارب خمسون عاماً.
كافة الحكومات الأردنية منذ لحظة تشكيلها يخرج فريق لا هم بالأعداء للحكومة ولا هم بالأصدقاء، وما ان تتشكل الحكومة ويمضي عليها عطوة ال ١٠٠ يوم حتى ينشد الكثيرون رحيلها، وهذا لا يقتصر فقط على حكومة أصحاب الدولة الخصاونة والملقي وبدران. كلهم سيان " وكما يقول المثل كلنا في الهوى وعشق الحكومات سواء ".
أما بخصوص الكلام الجارح، فمعرفتي بدولة الدكتور بشر الخصاونه، فهو مقاوم للجروح وقد اخذ طعم مقاومة " الجراح " منذ ولادته، كون والده معالي الدكتور هاني الخصاونه الأردني القومي الأصيل منحه هذا الفاكسين منذ ولادته، ولو كانت جراح الاشاعات تنهش من عزيمته لما وصل لهذا المقام وبرعاية ملكية سامية عرفته وخبرته ووثقت بقدراته ومقاومته لكل الدعايات الهدامة والاشاعات وعلاوة على ثقة برلمانية وشعبية غير مسبوقة، لا أقول هذا دفاعاً عن الرئيس ولكن هذا عهدي به.
أما مفهوم الخصوم فيتولد من خلال ان عدداً من هؤلاء الخصوم يظهرون على الساحة مباشرة لأنهم لم يحضوا بمنصب وزاري، والبعض الاخر بوجود شخص رئيس الوزراء بشر الخصاونه هنالك خوف وقلق على مصالحهم الخاصة، والفريق الاخر من الخصوم هو جزء من تراثنا الأردني وعاداتنا وتقاليدنا. وامر اخر يضع الضغوط على الرئيس هو بعض الوزراء الذين لم يحالفهم الحظ بأن يكونوا بحجم الحقيبة الوزارية التي وضع الرئيس ثقته بهم، وبالتالي فهم يأكلون من رغيف خبز الرئيس بحيث لا يبقى من هذا الرغيف شيء وهنا لا بد من التعديل الفوري إذا لم يكن التشكيل او إعادة التشكيل او الرحيل.
اتفق مع اخي الأستاذ ماهر أن التأني في التعديل مكلف، ولكن اعتقد جازماً ان الاستعجال بالتعديل مكلف أكثر، لأننا لا نعلم من هم أصحاب المعالي القادمون، وبالتالي ربما القادم سوف يكون السبب الرئيسي في الرحيل.
اللهم لا اسألك رد القضاء، ولكن اسألك اللطف فيه. حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الطيب الذي يستحق كل الخير.