القرارات الحكومية .. ما بين الرفض والقبول في ظل السلالة الجديدة
د. عبير الرحباني
25-02-2021 04:19 PM
القرارات التي اصدرتها الحكومة امس بخصوص فايروس كورونا والحظر والحظر الجزئي والعقوبات والمخالفات هي قرارات صائبة وسليمة ومتوازنة خاصة انها لم تكن قرارات تدعو للاغلاقات التامة او الحظر الشامل تمتد لأيام واسابيع.
اتمنى ان تدرك فئة لا بأس بها من افراد مجتمعنا التي عارضت القرارات وبخاصة قرار الحظر الجزئي وحظر يوم الجمعة .. باننا نمر بأصعب مرحلة الان .. فئة كبيرة عارضت قرار حظر يوم واحد الا وهو الجمعة والذي يعتبر عطلة رسمية للمنشات والمؤسسات ولمعظم المحال التجارية وغيرها .. بينما نجد ان بريطانيا اصدرت قرارات بالحظر واغلاقات تامة لاكثر من شهر .. وهو حال ايطاليا وفرنسا وغيرها من الدول ايضاً.
قبل اسبوعين كانت طريق ناعور – مرج الحمام القريبة من مكان سكننا مكتظة بالسيارات وازمات خانقة.. والسبب ان فئات لا بأس بها من مجتمعنا كانت تقوم برحلات وتجمعات بالاغوار والمزارع وطريق مادبا بخاصة مع ترافق ارتفاع في درجات الحرارة.
وعلينا ان لا ننسى ان معظم المناسبات والتجمعات تكون اغلبها يوم الجمعة بالذات.. الأمر الذي يسبب اختلاطات كبيرة .. ما يؤدي الى تزايد في عدد حالات الاصابة بالسلالة الجديدة المتحورة من فايروس كورونا.
نعلم ان المطاعم والمقاهي وغيرها قد تضررت من ساعات الحظر الجزئي وحظر الجمعة .. لكن ما هو الحل !! بخاصة وان هذا السلالة الجديدة سريعة الانتشار!!! كيف سيتم التغلب على هذه السلالة والحد منها !! رغم ان الحكومة كان عليها ان تتخذ قراراً بالحظر لمدة اسبوعين على الاقل كي نتخلص قليلاً مما نحن عليه رغم تضرر قطاعات كثيرة ومواطنين كثر.
للاسف هناك فئات كبيرة جداً في مجتمعنا لا تلتزم لا بالقوانين ولا بالتعليمات .. هناك فئات كبيرة في مجتمعنا مستهتره بالحالة وبما يمر به الاردن .. نحن نعاني الكثير ونفتقد للكثير .. نحن نفتقد لإدارة التسوق.. ونفتقد لإدارة الوقت.. وهناك من يعاني غياب الضمير.. وقلة الالتز.. حيث أن معظم الناس لا تخرج للتسوق وقضاء حاجاتها .. إلا قبل الحظر بيوم رغم ان أمامهم الاسبوع بأكمله.. فهناك من يتسوق ما يرغبه لا ما يحتاجه للاسف الشديد.
فقبل يومين وخلال ذهابي الى عملي.. شاهدت عدداً كبيراً من الناس متجمهرين امام إحدى المحلات ما سبب ازمة وارباك في السير .. وعندما دققت النظر وجدت ان المتجمهرين خارج المحال كانوا اطفالاً برفقة امهاتهم اضافة الى شباب ورجال.. حيث كان التجمهر لأجل الاعلان فيما يخص الخصومات على الملابس .. واتساءل ! هل هناك حاجة لشراء الملابس في هذا الوقت رغم ان اصحاب المحلات ايضا من حقهم ان يترزقوا !! الاعتراض ليس على مبدأ الشراء بل على سلوكيات المتسوقين وطريقة تجمهرهم غير الحضارية والتي تعكس مستوى الاستهتار بهذا الفايروس.
للاسف .. نحن نفتقد لمهارات التسوق.. ومهارات ادارة الوقت بشكل سليم ومع ما يتناسب المرحلة الحرجة والحساسة التي نمر بها .. بخاصة ان هذا الفايروس المتحور الجديد سريع الانتشار.. حيث يمكن ان ينتقل من شخص لآخر من مسافات بعيدة اذا لم نكن حريصين ومحميين من خلال إرتداء الكمامات وطريقة وضع الكمامات بطريقة صحيحة .. حيث يمكن ان تستمر فترة الاحتقان للاشخاص حوالى عشرة أيام .. اي ان الفايروس يبقى في جسم الشخص لمدة عشرة ايام ويمكن ان يقوم الشخص بنشر العدوى لمن حوله من دون ان يعلم او يشعر بذلك المناعة تختلف من شخص لآخر.. حيث يمكن ان تظهر الأعراض على الشخص المصاب بعد عشرة ايام.
ولا بد للاشارة هنا .. الى ان العدوى فايروس كورونا كانت تنتقل من شخص لآخر أو لشخصين .. أما مع السلالة الجديدة التي نشهدها حالياً فان الشخص المصاب يمكن ان يقوم بنقل العدوى الى سبعة أشخاص كانوا حوله .. حتى انه اصبح يصيب الصغار وفئات عمرية متنوعة.
لذا فان هذه المرحلة التي نمر بها جميعاً بحاجة الى صبر وضمير وحرص ووقاية ذاتية.. والالتزام بتعليمات وقرارات الحكومة والتقيد بها هي مسؤولية وطنية تقع علينا جميعاً .. كي نخرج من هذه السلالة الجديدة بسلامة وأمان .. ندعو الله أن يحمي هذا الوطن