ايام ويدخل العام الثاني في معركة الدولة والناس مع كورونا، ومازالت المعركة مستمرة، ولا يدري أحد موعد نهايتها، بل إننا مع عودة بعض الإجراءات المتشددة كأننا نعود لأول الطريق.
الناس تعبت وهذا تعب صنعه الخوف من الوباء والمرض والموت، وتعب صنعته الآثار الاقتصادية التي عصفت بقطاعات اقتصادية عديدة، وتعب من الإجراءات المتشددة من حظر وكمامة ومخالفات وغرامات، وتعب من تعليم مرتبك كلنا ندرك انه مهما بلغ من نجاح عن بعد فإنه في النهاية حمل خسارة كبيرة لمسيرة التعليم.
الناس تجاوبت في الشهور الأولى لعلها تغلق أبواب الوباء، لكن دائما هنالك عودة إلى الأرقام الكبيرة اما لضعف في إجراءات الجهات الرسمية أو في التزام الناس، لكن المحصلة واحدة.
والذين تضرروا في مصادر رزقهم ودفعوا ثمنا باهظا رجحت لديهم كفة الانفتاح على حماية الأرواح لأن المصاب المعيشي كان قاتلا أيضا، وحين تكون القضية تخص مجتمعا بكل تفاصيله وقناعاته فإن فكرة الالتزام دون وجود موعد لنهاية الأزمة أمر صعب ويبعث الملل والتعب لدى الناس، وهذا يصنع قناعات سلبية في ثنايا المجتمع.
مهم جدا تطبيق القانون حماية لأرواح الناس، لكن لابد من ابتكار وسائل جديدة لزيادة الوعي ومواجهة تعب الناس والإرهاق الذي أصابهم، والحل ليس بالاسراف بالتهديد والوعيد، وان يعتقد بعض المسؤولين انه كلما جمع موظفي وزارته وأطلق كميات أكبر من التهديد صباح كل يوم كلما كان مسؤولا ناجحا أو صاحب أداء قوي.
هذا مجتمع وعندما نريد أن نحافظ على التزامه في معركة شرسة ضد الوباء لانعرف نهايتها فإن وعي الناس ومخاطبة عقولهم وعواطفهم ضرورة مثلما هو تطبيق القانون، اما الضخ الجائر للتهديد والوعيد والاعتقاد أن العقوبات تكفي وحدها لتقوية موقف الناس في مواجهة كورونا فهذا أمر يحتاج إلى مراجعة.
مايجري ليس حملة لحث الناس على استعمال حزام الأمان بل هي معركة دخلت جيوب الناس وارزاقهم، وتهدد كل منا بصحته وحتى بقاءه في هذه الدنيا.
قوة الأداء في المسؤول ليس بما يقول بل بما يحقق على الأرض.