هكذا اطلق معالي وزير العمل هذا الوصف على تفشي البطالة في الأردن والتي وصلت إلى نسبة 24% وأعتقد أن النسبة تتجاوز ذلك وقد حمل معاليه مسؤولية ذلك إلى الحكومات السابقة التي لم تعالج هذه المشكله حتى تفاقمت ووصلت إلى ما وصلت اليه.
ولا شك أن البطالة تشكل إحدى المعاضل الاقتصادية الراهنة في العالم بنسب متفاوته وتجتهد الدول في اتخاذ التدابير اللازمه للحد منها وحصرها بنسبة لا تتجاوز 3% وهي نسبة مقبولة عالميا إذ ان الوصول إلى التشغيل الكامل مئة بالمئة امر صعب المنال في كل وقت ومكان متزامنين.
واذا كانت البطالة معضلة اقتصادية فانها أيضا معضلة اجتماعية ذات اضرار كبيرة على صاحبها وعلى المجتمع وتظهر نتائجها على شكل زيادة وقت الفراغ للشباب واستثماره في ارتكاب الجرائم وتعاطي المخدرات والسرقة والاعتداء على الآخرين.. الخ.
ومن هنا فإن التعاطي مع هذه المعضلة يكون على مستوى الاقتصاد الكلي وبتظافر جهود أجهزة الدولة ووضع خطط مدروسة قصيرة الاجل ومتوسط وطويلة الأمل للحد منها ومحاصرة آثارها الاجتماعية.
ولعل من أبرز السياسات التي ينبغي مراعاتها عند محاربة البطالة هو اتباع سياسة نقدية مرنة وسياسة مالية مرنة تتيح المجال لزيادة الإنفاق الحكومي والخاص وعلى سبيل المثال فان قيام البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة على القروض وضخ السيولة إلى السوق سيساعد على مزيد من الإقتراض والانفاق وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تستوعب اعدادا كبيرة من العاطلين من العمل وكذلك تخفيض الضرائب على الشركات التي ستقوم بزيادة إنتاجها والتوسع في انشطتها الاقتصاديه مما يولد فرص عمل جديدة.
ومن الأهمية بمكان ضرورة قيام وزارة العمل بزيادة برامج التدريب المهني بأسعار رمزية او مجانا بما يتوافق مع سوق العمل وإيجاد الوظائف لمن أنهى فترة التدريب بالإضافة إلى التدريب على أعمال المهن الذاتية التي يمكن للشباب مزاولتها بانفسهم من خلال منحهم قروضا ميسرة لممارسة هذه المهن.
ولا بد من اتخاذ خطوات جادة لتشجيع الاستثمار الخارجي والمحلي من خلال خلق بيئة استثمارية جاذبة وليست طاردة بدءا من تعديل قانون تشجيع الاستثمار والقضاء على بيروقراطية الحصول على التراخيص التي تقف عائقا أمام المستثمرين.
ان الولوج إلى مشروع محاربة البطالة يتمثل باتخاذ خطوات عملية متسلسلة عبر التنسيق الحكومي المنظم بين الأجهزة المسؤولة عن مكافحة هذه الظاهرة وعبر خطط مرنة وبديلة حتى لا يبقى موضوع محاربة البطالة أقوال منظورة.