إلى صديق الكلمات جريس سماوي
أ.د. خليل الرفوع
24-02-2021 11:48 PM
إليك أيها الفتى السماوي
نبيذَ الكلماتِ، و اخضرارَ الحروف
وظل الدوالي، ومشكاة زيتونة معتقة بزيتها وجذعها الرومي منذ معارج جراسيا في سفوح أربيلا وشيحان والسّراة وجبل عوف وهضاب السلط وجبال الطفيلة وعمان وخشم العقاب.
أيها الأريسي المملوء عشقا أردنيا بحده وحدوده، وورده ووروده، فللعشق آياتك القصار والطوال.
لكَمْ أنت شاهد ومشهود على جرس النظم وبوح الشعر وتراتيل المصلي وصدح المغني وتباشير الغيم.
أيهذا النشيد الساحلي
كتنفس الصبح إذا أسفر
وكعشاء الفقراء الذين تيامنوا على باب الكرامة يبتغون سرَّ الحياة كالليل وما وسق
والقمر إذا اتسق
يا ابن الخوابي
والصباحات المقمرة بوشوم الأنبياء ومزامير رهبان الصوامع وبِيَع الحواريين ومنارات كهان الهياكل العتيقة .
طبت على ناي المغني شميما كعرار الحُميمة وأرطى البادية فبعد العشية والضحى سترقب برق امرئ القيس متجليًّا على أقحوان الفحيص وزعتر إربد وبلوط ضانا وليل وادي رم.
ففي الأردن سحائب طل تنهمر بِرًّا ورهاما،
وفيه مبشرات الأنبياء والأولياء والفاتحين الذين رفعوه نجومًا فوق رهبانية الصالحين وفروسية الشهداء،
فانهض أيها المضمخ بحناء جلعاد وكحل شيحان وفسيفساء مأدبا وغيم العالوك.
لك يا صديقي ابيضاض الوجوه المشربة بصباحات الحصادين، وانبساط بطون الأيدي الندية بسورة الكرسي والمعوذات أن ترجع رجوع الصادح المحكي إلى قوافي بغاة العلا ومكارم حُداة الشعر، ففي الحياة ما يستحق نبضَ قلبك وترويدة أنفاسك وحكمة شيبك واشتهاء قوافيك وانثيال صدحك الشجي.
لَكَمْ نحن يا صديقي متعبون بوجع الوطن وكأننا ليل تتهاوى كواكبه لتقمرَ العتمَ لسالكيه كي يبصروا السبيل على هدى المؤمنين، فالشعر سر صلاتك، وتسبيحة صومك، ومد موجك، وضياء لظاك.
فكم أنشدتَ للوطن صباحَ الطيبين وأفقت كل متيم وسكبت الند في ناي الندى، وخلطت فوح قصائدك بعطر الأرض ونثرت غناءك للظباء في طرقاتها وللغزلان في سكناتها.
لك الدعاء بإذن الله بالشفاء والبقاء عصيا على الانكسار وما ذلك منك ببعيد.