المقاصف والملاهي الليلية عامل جذب للسياح وعامل إزعاج للمواطنين
عمون - عن اخبار سوريا - الشكوى باسم أهالي إحدى المناطق السكنية القريبة من المدينة التي تصل المسؤولين تنتقد ظاهرة انتشار المقاصف والملاهي الليلية وتسميها " مقاصف العهر والدعارة "..فيما تعتبر وزارة السياحة بأنظمتها أن " النوادي الليلية هي أماكن للترويح عن النفس بحفلات راقصة " وبين " الترويح عن النفس " و" العهر والدعارة " مسافة تكاد تكون كالشعرة .
أحد الأصدقاء فضّل إطلاق تسمية " السياحة النصف جنسية " على ما يحدث في المقاصف والملاهي من ممارسات .
عارضات المقاصف الليلية .. " فنانات " ..؟؟
تنتشر الملاهي الليلية في أطراف المدن وعلى الطرقات الرئيسية بين المحافظات , ففي حمص تراها على الطريق الدولي حمص – دمشق من جهة التحويلة الغربية , وبشكل أقل في مدينة الرستن وعلى طريق السلمية .
وهذه المقاصف هي في الحالة الطبيعية مطاعم تحولت إلى نوادي ليلية حين أوقف مستثمروها تقديم الطعام في النهار مكتفين بالعروض الفنية في الليل .
ويمتد البرنامج " الفني " الذي يقدم في هذه المقاصف من منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر , وهذا البرنامج يتضمن في الغالب أنواعا قليلة من الغناء , مضافاً إليها عرض " أجساد " للفتيات الموجودات في المقصف , وهن ما يعرفن بالفنانات الاستعراضيات , وعليهن تتوقف شهرة المقصف وإنتاجيته المادية .
وهؤلاء الفتيات لا يحتجن في عملهن إلى شهادات علمية أو دراسية أو حتى شهادات خبرة , فكل ما تحتاجه الواحدة منهن هو " ورقة ممارسة مهنة " من نقابة الفنانين ليحق لها ممارسة ( المهنة ) .
يقول الأستاذ جمال دكفي عضو مجلس إدارة نقابة الفنانين باتصال لسيريا نيوز معه " فنانات الاستعراض يحتجن بطاقة ممارسة مهنة من النقابة ليستطعن العمل بالملاهي ".
وعن الأوراق التي تلزم لتحصيل هذه البطاقة يقول دكفي : " الفتاة السورية تحتاج البطاقة الشخصية , وصورة عن عقد العمل مع المستثمر موثق من المالية , إضافة لبطاقة خلو من الأمراض السارية ( الإيدز , العامل الاسترالي , الأمراض السارية المعدية , التحاليل السباعية ) ثم تدفع الرسوم المطلوبة للنقابة , وعندها تحصل على بطاقة ممارسة مهنة , وعادة ما تكون هذه البطاقات نصف شهرية أو في حالات نادرة شهرية " أمّا الفتيات الأجنبيات فيحتجن إضافة لما ذكر " بطاقة أمنية " حسب ما قال " دكفي " .
ويؤكد " دكفي " لسيريا نيوز أن " الفتيات الاستعراضيات لسن أعضاء بالنقابة فنقابة الفنانين لا تعترف بالراقصات سوى الرقص الشعبي والفلكلور ورقص الباليه " .
ومن لا تحصل على " بطاقة ممارسة المهنة " يتم توقيفها وإغلاق المقصف الذي تعمل فيه , وإحالة المستثمر للقضاء المختص من قبل عناصر الشرطة , وفي آخر الحالات المشابهة في حمص تم إغلاق مقصف " الملك " وتوقيف فتاتين ( زبيدة و نجاح ) تعملان بالمقصف دون عقد أو موافقة أمنية , و إغلاق مقصف " الزعيم " وتوقيف الفتيات ( مها , راميا , شيرين , زيبور , ربا , قمر ) بسبب العمل دون بطاقات ممارسة مهنة أو عقود عمل أو موافقات أمنية.
المقاصف والدعارة السرية
مدير السياحة بحمص الأستاذ علي حبيب بلقاء مع سيريا نيوز يعتبر" أن مصطلح السياحة الجنسية غير متداول لاعتبارات أخلاقية فالأمر غير مرغوب فيه بسبب القيود الأخلاقية والاجتماعية . ومصطلح السياحة الجنسية غير متعارف عليه في منظمة السياحة العالمية مع الاعتراف بوجوده في الخلفية الثقافية لبعض السواح الراغبين بحرية أكثر في هذا المجال , والإقرار بأن الدول التي أباحت مثل هذا الأمر شجعت السياحة إليها فازداد عدد السواح مثل " تايلندا , ألمانيا , الهند , وعربيا المغرب التي ازدادت فيها السياحة الجنسية مؤخراً " .
وفي الدراسات التي درست هذه الظاهرة نجد أرقاماً مرعبة عن السياحة الجنسية عالمياً ففي تقرير للخبيرة والوزيرة الفرنسية كلير بريسيه لمنظمة اليونيسيف تقول فيه " تمثل السياحة الجنسية تجارة مربحة للمنظمات الإجرامية، ويتعلق الأمر بصناعة حقيقية تزن حوالي خمسة مليارات دولار " .
وفي تقرير لمنظمة السياحة العالية صدر في العام 2000 أن العالم يشهد " حركة سياحية كبيرة كل عام تصل إلى 600 مليون سائح يقصدون كل جهات الدنيا في كل الفصول، ومن بين هؤلاء المسافرين وفود يتضاعف عددها بوتيرة سريعة، لا يقصدون المشاهد الطبيعية وبهائها ، والأرض وماءها والجبال وفضاءها، ولكنهم يهرعون إلى إرواء نزواتهم الجنسية بألوان شتى وأشكال أخرى لا توجد في بلدانهم ولا يستطيعون الحصول عليها لموانع قانونية ونفسية ".
وفي سورية تعتبر المقاصف الليلية جزء من السياحة الجنسية المستترة " بالترفيه " ففي الحالتين المذكورتين ( المقصفين الذين تم إغلاقهما مؤخرا في حمص ) فقد بينت الفحوصات الطبية التي أجريت على عدد من الفتيات " أنهن يعملن بالدعارة السرية ويتم تأمين الزبائن من المقاصف " وفي الغالب يكون الزبائن " من السواح العرب " .
تقول المحامية نهلا الزاهر لسيريا نيوز " إن السياحة الجنسية موجودة بشكل حقيقي وفعلي على أرض الواقع وفي كل زمان ومكان ، والقائمون على هذا العمل وممارسته بعيدون كل البعد عن السياحة , لأنهم يجعلون من السياحة ستاراً تخفي خلفها أهدافهم وغاياتهم الدنيئة التي يصبون إليها وأكبر مثال على ذلك النوادي والمقاصف الليلية بالرغم من الضوابط والقيود والشروط الخاصة الموضوعة من قبل الجهات المختصة لهذا الأمر ".
وقانونياً يعتبر " عمل الفنانات ضمن الأعمال المخلة بالآداب العامة في بعض الأحيان حيث تنص المادة ( 517 ) من قانون العقوبات العامة على أن ( يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاثة سنوات من يتعرض للآداب العامة بالأعمال والحركات إذا حصلت في مكان عام أو مباح للجمهور أو معرّض للأنظار أو يشاهدها من لا دخل له بالفعل بسبب خطأ الفاعل ) و المادة ( 518 ) من القانون ذاته تنص ( يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاثة سنوات وبالغرامة من ثلاثين ليرة إلى ثلاثمائة ليرة من تعرض للأخلاق العامة بالكلام أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقلا بالوسائل الآلية بحيث يسمعهما من لا دخل له بالفعل ).
وعمل الفنانات الاستعراضيات يقع ضمن هذه المحظورات حيث يغلب اللباس الفاضح على ما يرتدين وهو ما يعرض للجمهور من خلال أقراص السي دي التي تعرض في الشوارع من خلال أجهزة الباعة " .