اذا كان ما زعمه نتنياهو عن رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستئناف المفاوضات غير المباشرة خلال اسبوع «واحسب ان هذا الزعم كاذب او محرف على الاقل « ، فان السلطة الفلسطينية تكون قد تراجعت عما كانت تشترطه لوقف الاستيطان في القدس الشرقية وتحديد مرجعية للمفاوضات وسقف زمني لها ...
او ان ثمة امورا خفية لا يعرفها سوى الرئيس اوباما ونتنياهو وعباس ، وتم توافق اولي عليها ..
هكذا اذن ؟!!.. يمكن ان تعقد مفاوضات غير مباشرة بين حكومة نتنياهو وبين السلطة الفلسطينية على اسس يعلن عنها في الوقت المناسب !!!...
عندما غادر المبعوث الاميركي جورج ميتشل المنطقة بعد لقاءاته مع الجانب الاسرائيلي ومع الجانب الفلسطيني بدون التوصل الى نتائج واضحة اللهم سوى الفشل بسبب اصرار نتنياهو على التمسك بمواصلة عمليات الاستيطان في القدس الشرقية وفي ضواحيها ، توقع المراقبون تجميد العملية السلمية الى اجل غير مسمى ...
لاسيما وان اركان حكومة نتنياهو وقادة الجيش الاسرائيلي العنصري قد اغرقوا فضاءات المنطقة بالتصريحات والاحاديث النارية المحمومة التي تهدد لبنان وسوريا وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية اضافة الى ايران ...
ولصرف انظار الرأي العام الاقليمي والدولي الرسمي والشعبي عما وصلت اليه عملية السلام من اخفاق تلو اخفاق على المسار الفلسطيني ، عمدت حكومة نتنياهو الى افتعال قضية صواريخ « سكود» التي زعمت اسرائيل انها عبرت من سوريا الى حزب الله اللبناني واشغلت بها ادارة الرئيس اوباما والاوساط السياسية والاعلامية الاوروبية ...
وذلك التصعيد الاسرائيلي الذي خلق اجواء من التوتر انعكست بآثارها السلبية على المجتمع الاسرائيلي اكثر مما تآثر بها الشعب اللبناني والشعب السوري والفلسطينيون ، قد عاد وخفت او تراجع ... حيث راحت حكومة نتنياهو تعلن للملأ انها لن تشن حروبا جديدة في المنطقة !!!... معربة عن قلقها بل ومخاوفها من قدرات الصواريخ اللبنانية على الوصول الى اقصى منطقة في اسرائيل لتحدث تدميرا مروعا هناك ...
نتنياهو اعلن انه سيقوم يوم الاثنين القادم بزيارة الى مصريلتقي خلالها بالرئيس حسني مبارك ليطلعه على تصور حكومته الذي ستشارك على اساسه في المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية ...
على اي حال كلها ايام قليلة لنطل على آخر التطورات التي سيتمخض عنها هذا الحراك الذي تشهده تل ابيب ورام الله وبعض العواصم العربية ...
واذا كانت ادارة الرئيس باراك اوباما متفائلة كما تدعي فان الذي على ارض الواقع لا يؤيد تفاؤلها ...فالادلة والمعطيات تشير بوضوح شديد الى ان حكومة نتنياهو – ليبرمان لا تريد الالتزام باستحقاقات السلام وستعمل على افشال اي مفاوضات جديدة ...
وسيظل اوباما واركان ادارته يعلنون عن التزام بلادهم بحماية امن اسرائيل وحتى حماية اطماعها ...
الرأي