نتحدث كثيرا عن طهارة البدن وغسله وارتداء اللباس الجميل وتسريح الشعر ورش العطر على البدن والظهور بمظهر لائق امام الناس لنكون في نظرهم مقبولين ونحوز على الاحترام والتقدير وهذا امر حسن.
ولكننا لا نفكر كثيرا بطهارة النفس وكبح جماح العدوانية وإقامة المنافسة الشريفة والنظر للناس بمنظور يوازي منظورهم الينا والابتعاد عن النزوات واكل لحوم الاخرين
وتمني الخير لهم كما نتمناه لأنفسنا ونبحر في أذى الآخرين اقوالا وأفعالا دون حس بالمراجعة والتهذيب والتصحيح ونوغل في حب الذات وصيرورتها في أعلى المراتب ولو على حساب الآخرين ولا نقول الصدق الا فيما ليس له تأثير في الحياة العامة ونمارس الخداع والتضليل ونعتدي على ملكيات الآخرين وخصوصياتهم ونتدخل فيما لا يعنينا وحين نسمع ما لا يرضينا نغضب بشدة متناهية ولا نبحث عن الحق الذي نقبله لانفسنا لنقبله للاخرين وتغلب علينا الاثرة وحب الذات بصرف النظر عن شعور الآخرين.
ان طهارة النفس تعني ان نكون حياديين على الاقل ان لم نكن ايجابيين ومتفاعلين مع الواقع ونزرع بذور الخير وننبذ بذور الشر.
حينما نسير في مركباتنا ونتجاوز تجاوزات خاطئة ونعتدي على أدوار غيرنا على الإشارة الضوئية ونزاحم الملتزمين بمساربهم ونقذف بالقمامة من نوافذ المركبات ونطلق عبارات القدح والذم ولا نراعي مشاعر المشاة في الطريق تكون نفوسنا غير طاهره.
وحينما نقاطع غيرنا أثناء الحديث ونؤثر حديثنا على حديثهم ونستأثر بكثرة الكلام ولا نستمع للاخرين ونسود رأينا وهو موغل في الخطأ نكون قدحنا طهارة النفس.
وحينما نكون في الوظيفة ولا نسمع لطلب او شكوى ولا نلتزم ادب المخاطبة وتلبية حاجات الناس المشروعة او نؤخرها متعمدين او لا نرشدهم إلى الطريق الصحيح نكون خرقنا طهارة النفس.
وحينما نؤلب المعلمين عند محاسبة ابنائنا في المدارس على اخطائهم وعدم أداء واجباتهم نكون عقرنا طهارة النفس.
وحينما نخالف القانون ونحصل على مكتسبات ليست من حقنا ونظلم الآخرين نكون خرقنا طهارة النفس.
طهارة النفس خير من طهارة البدن فهي في المحل الأول وتلك في المحل الثاني وفي كل خير.