ومع بداية عام 2021 شهدنا عودة بعض الأمور إلى ما كانت عليه سابقا، كرفع الحظر الجزئي عن بعض القطاعات والأعمال، وباتت الحياة تدب في كثير من الأسواق والمحال التجارية؛ وخاصة مع وصول اللقاحات الواقية من كوفيد 19 (فيروس كورونا) وهي أفضل أمل بالنسبة لنا لإنهاء هذه الجائحة، وهذا الأمر جعلنا نطمئن أكثر إذ يتوجب علينا بداية أن نشكر الله عز وجل إلى ما وصلنا إليه في مجابهة هذه الجائحة، التي نأمل أن نخرج منها بسلام إن شاء الله، كما نأمل أن نكون قد تعلمنا منها الدروس والعبر المستفادة.

ولكن بالنظر إلى قطاع التعليم حيث شهدنا عودة الطلاب إلى التعليم وجاهيا وبصورة تدريجية، مع استمرار عملية التعلم عن بعد كأداة لمواصلة العملية التعليمية مما يعني اعتماد التعليم المتمازج، سيما أنّ المرض لم ينته بعد، بل ويزداد انتشاره كما حدث في الآونة الأخيرة من انتشار سلالة جديدة ( كوفيد 20)؛ لذا لا بد من الانتباه لبعض النواحي الهامة والتي من شأنها أخذ الحيطة والحذر، للحفاظ على سلامة الطلبة والمعلمين على حد سواء، إنّ زيادة أعداد المصابين بين صفوف الطلبة والمعلمين مدعاة للقلق والتوتر، فلا بد من حسم الأمر واتخاذ القرار الاسلم الذي من شأنه الحفاظ على سلامة الجميع. ومن جهة أخرى يجب العمل على توفير اللقاح الخاص للقطاع التعليمي لمجابهة المخاطر التي قد يسببها فيروس كورونا.

وبالعودة إلى ملف كورونا والذي ما يزال شائكًا يتربص بين صفوفنا بين الحين والآخر وخاصة أنه لم ينته بعد؛ بالرغم أنه كان كفيلا بتغيير العديد من الوجهات والأفكار، وإعادة النظر في الكثير من الاهتمامات في وقتنا الحالي؛ وخاصة أن هذه الجائحة فرضت علينا إجراءات عديدة لم تكن في الحسبان، وأسلوب حياة لم يخطر ببال أحد، من هنا وجب علينا التأكيد على البرامج التوعوية والصحية والتثقيفية حول كيفية اتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة في الظروف الطارئة والتي من شأنها الحفاظ على الصحة والسلامة؛ فالالتزام بالكمامة والحفاظ على مسافة آمنة تضمن عملية التباعد السليمة، سيما أنّ عملية الالتزام بالبرتوكول الصحي والتأكيد عليه تكفل لنا الحد من انتشار الوباء ما أمكن، فالعالم اليوم بين مفرقين وعلى نقاط تحول كبيرة، والتحديات مهما كانت صعبة سنتفوق عليها بإذن الله.

نقول أنه عام صعب ولكن علينا مجابهة الأمر وتحمل قسوته؛ إذ أننا تعلمنا منه الكثير، وأدركنا فيه أشياء لم نكن لنتعلمها في سنوات طوال، ولكن في نهاية المطاف نحمد الله على نعمائه التي لا تعد ولا تحصى، ونسأل الله أن يحمينا وإياكم ويحفظ بلدنا الحبيب ويرفع عنّا البلاء والوباء في ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة.