موطني .. في ذكرى وفاة والدي الأربعين
د.أروى حمايدة
22-02-2021 06:54 PM
لست طفلة فقدت والدها، والوالد كالقفص الصدري يحمي القلب ويكون سياجا دونه انما أنا ابنة لا تزال تذكر طفولة وشبابا لطالما أضاءه أباها دعما ومحبة، تلك المحبة التي جعلت كل تفصيل من تفاصيل الحياة موطنا.
رحم الله أبي ذلك القائد العسكري القادم من شمال الكرك ذاك الذي أراني كيف يبصر الانسان جمال الوطن، من قبر أبي عبيده عامر بن الجراح رضي الله عنه بالغور, الى محميات الأزرق المتفرده وليس انتهاء بفسيفساء مأدبا ووادي الوالا.أبي ذاك المليء بالمحبة، الذي يحب الربيع في الأردن ويستمتع بالشواء مقرفصا يطعمني اللحم قبل أن يتذوقه.
أبي الذي كان يزين غرفة الضيوف فخورا بصور الملك الراحل رحمه الله, أبي ذاك الذي كان يصر على ىتلميع الفاكهه ونباتات الزينه عنصرا عنصر.. أبي الذي كان يقرأ نبرة صوتي ويستشعر خللا ما فيسألني فورا بلهجته التي تضج رجولة ونصره:" شو مالكي؟؟؟"
أبي ذاك الذي أحبني كحب يعقوب ليوس, غير أنني لست بيوسف وهو ليس بيعقوب وأما القميص فقد رد متأخرا.
أبي رحمه الله كان يمعن النظر الى وجهي حين فرح ويقول: أخاف يا ابنتي أن أحسدك.. رحمه الله، رحمة الله ثم يتابع تفقد هيأتي للخروج لملاقاة مستقبلي فينتشي فرحا وفخرا.
أبي ذاك الذي وصفني بأعز ما يملك رحمه الله وسامحه وغفر له، وحين يزورني بالحلم وقد مضى أربعون يوما على رحيله لا زال نبض حنانه حيا في روحي رغم وحشية الحياة وضبابية.