بيئة العمل الميداني بيئة واسعة ومتشعبة وتأخذ اطارا كبيرا من التفاصيل والجزئيات التي ينبغي التعامل معها بدقة وموضوعية دون مبالغة ومجازفة وتغول على العمل المكتبي والرقابة والتوجيه والاستفادة من التغذية الراجعة من الميدان وتقييمها والبناء عليها وامتلاك أدوات المراجعة والمحاسبه.

كثر الحديث عن العمل الميداني وضرورة خروج الوزراء للميدان وتفقد الأعمال والمشاهد والمشاريع والاستفسار عن الأحوال السائدة في الميدان والى أين وصل الإنجاز.

ومع إيماننا العميق بأهمية الخروج إلى الميدان والاطلاع عن كثب على مجريات الأحداث والتوجيه والارشاد والمحاسبة على الكم الإنجازي ودقته فإنه لا ينبغي أن ان يكون العمل الميداني مجرد راية تحمل أمام العامة والخاصة لإظهار الاهتمام بالعمل دون جدوى مامولة او اضاعة للوقت وهدر للجهد دون نتائج إيجابية تنعكس على الإنجاز ودقته فالرقابة الميدانية تحتاج إلى متخصصين لمعرفة وقياس جودة المخرجات ومستوى الإنجاز المبنى على الخبرة وامتلاك أدوات القياس.

وليس الوزير دائما هو الذي يمتلك تلك الأدوات وقد يكون خروجه وزيارته إلى بعض أماكن العمل مجردا من المحتوى وعمل ظاهري لإثبات الوجود والمتابعة واضاعة للوقت والجهد وهدر المال وانصراف عن متابعة اعماله في مقر وزارته من رسم للسياسة العامة ومتابعة شؤون وزارته وإنجاز اعماله المكتبيه.

التخصص وتقسيم والعمل وتوزع المسؤوليات وفق تسلسل هرمي والمراقبة والمتابعة والتقييم المستمر وعرض واقع الحال على الوزير امر تقتضيه أولويات العمل وبعدها على الوزير ومكتبه ومشتشاريه تقييم واقع الحال والتوجيه والنزول للميدان اذا اقتضت الضرورة لذلك.

قراءة المشهد وتحليل الواقع هو المنطلق للعمل الميداني المفيد وليس القيام بجولات مكوكية فارغة من معناها ومجرد عمل ظاهري لكسب الرضا والانتساب لقافلة الميدانيين.