"تنوير الأذهان" تسبقه الديمقراطية
يوسف عبدالله محمود
21-02-2021 09:09 AM
لعمرك ما الأبصار تنفع لأهلها اذا لم يكن للمبصرين بصائر.
اخطأنا حين وضعنا العربة امام الحصان؟ الجواب لأننا خالفنا طبيعة الأشياء، فالعربة لا توضع امام الحصان.
ما علاقة هذا بمشاريع النهضة العربية؟
مشاريع النهضة العربية لم تنجح كما يجب في خلق وعي لدى الجماهير العربية، وعي ينأى بها عن "السلفية" المتعصبة وغير المنفتحة.
وكما يقول المفكر المصري المستنير د. حسن حنفي فإن المفكرين العرب لم يفلحوا في بعث "حركة التنوير" تساعد في إحداث ثورة في "الأذهان".
"ثوراتنا العربية فشلت في خلق مفهوم الانسان. فلم تحرص على كرامته وحريته واستقلاله". (د. حسن حنفي "الدين والثورة في مصر" ص 89-90)
نادت هذه الثورات بالحرية، لكنها سرعان ما قمعتها بعد أن اوجست خيفة غير مبررة منها.
اطلقت شعار "العدالة الاجتماعية"، لكنها لم تنجح في تفعيله على الأرض لأن القابضين على السلطة السياسية لم يكونوا في الواقع معنيين بتحقيقها، فأغلبهم من الطبقة البرجوازية المعنية بطموحاتها الخاصة والتي لا تؤمن بالتعددية. "التعددية" ترهبها!
أخطأت الثورة العربية إن في الخمسينات والستينات من القرن الماضي أو في ثورات الربيع العربي حين احدث القائمون عليها انقلاباً في النظم الاجتماعية وعجزوا عن إحداث انقلاب آخر في ذهنيتهم "الذهنية البرجوازية".
مالم يحدث مثل هذا الانقلاب في الذهنية فلن يكون هنا اي اصلاح ولن تتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية.
وكما يقال دوماً: قبل ان تغيّر الواقع عليك ان تغير الوعي".
كيف يحدث ذلك"
تحدثه بإشاعة "قيم التنوير" وممارستها فعلاً لا قولاً فقط. وللأسف فقيم التنوير تتم محاربتها من قبل الكثير من انظمتنا العربية.
قيم التنوير في القادرة على انقاذنا من "التخلف" ومن "السلفية" المنغلقة لا المتنيرة التي تؤمن بفعالية العقل.
يبقى ان اقول لا يمكن ان نقارب كعرب اي تقدم حضاري بعقلية متخلفة تلوذ بتراث ولىّ وانقضى. عقلية تصر على وضع العربي امام الحصان!