استراتيجية مرحلية للمئوية الثانية
د. صالح السعد
20-02-2021 03:18 PM
الأمم الحية تخطط لمستقبلها ولأجيالها القادمة لمئات السنوات ، من باب سعة الأفق والرؤى المستقبلية والإستعداد للأيام القادمة بعيداً عن المفاجآت والتغيرات المختلفة وما أكثرها . لأن الحياة والأيام والسنوات تمضي ولا تنتظر المتخلفين عن الركب .
وبمناسبة انتهاء المئوية الأولى للدولة ، التي نفخر ونعتز بإنجازاتها التي حققت جميع سبل النجاح بإرادة وحكمة الهاشميين ، وبما أننا أصبحنا على أبواب المئوية الثانية ، نعتقد أن التفكير برؤية استشرافية بعيدة المدى قد يسعفنا برسم خارطة طريق تنير لنا مسالكها وتعرجاتها ومنحنياتها على مر السنين القادمة أولاً بأول ، وتجنبنا الوقوع في مآزق هذه التحديات جميعها ، لأن استقراء المستقبل يعتبر من متطلبات الدول الطموحة ، في إطار التعامل مع الماضي كمرجعية تغذية ذاتية وبين المستقبل المجهول نوعاً ما ، بكل مستجداته ورؤاه ومفاجآته وتحدياته القادمة المنظورة وغير المنظورة .
إن وضع استراتيجية مرحلية للمئوية الثانية ، من شأنها أن تنير لنا مرحلياً آفاق المستقبل ، وتمد بصرنا نحو أبعد الآفاق التي سرعان ماتصبح قريبةً بين عشية وضحاها، وحتى لانفاجأ بكل جديد يقتحم أبوابنا على غفلة من الزمان .
ومن باب الإجتهاد في معطيات الإستراتيجية المرحلية للمئوية الثانية المقترحة ، نرى أن تكون استراتيجية دولة قابلة للتطور والنمو ، يتم إعداد أهدافها ومجالاتها ومقوماتها على أربعة مراحل كل مرحلة مدتها ( 25 ) عاماً ، يتسنى من خلالها إجراء دراسة تحليلية لمعطيات المئوية الأولى ونجاحاتها والإستفادة منها في الإستراتيجية الجديدة كخطوة أولى ، ويتم في كل مرحلة من مراحل الإستراتيجية الأربع إعداد خمس خطط مرحلية تنفيذية مدة كل خطة تنفيذية خمس سنوات ، ويتم مراجعة خطوات ومراحل وإجراءات التنفيذ والإنجاز سنوياً لتعزيز الإيجابيات وتصويب السلبيات ، كما يتم مراجعة تلك الجهود والإنجازات في نهاية كل خطة مرحلية ، لبيان محطات النجاح ومواقع الإخفاق للإستفادة منها عند تنفيذ الخطط القادمة وهكذا .
تستلهم الإستراتيجية بأطرها ومراحلها وخططها التنفيذية ، المعطيات التالية :
1 . وضع رؤى استشرافية مرحلية قريبة وبعيدة المدى في جميع مناحي الحياة ، ومراجعة هذه الرؤية أولاً بأول عبر مراحل الإستراتيجية وخططها المرحلية التنفيذية المختلفة .
2 . إعتماد الأوراق النقاشية الملكية نبراساً لآفاق عمل الإستراتيجية وأهدافها ومجالاتها ومقوماتها وآليات تنفيذ خططها المرحلية .
3 . تعزيز منجزات المئوية الأولى للدولة وعوامل شموخها وإنجازاتها ، والإستفادة من مراحل ومحطات تطورها .
4 . تحقيق جميع مقومات الإبداع والإبتكار وتطبيقاتها في جميع مجالات وبرامج ومراحل الإستراتيجية وخططها المرحلية التنفيذية .
5 . تأهيل جهاز إداري معاصر متطور على قدر عال من الكفاءة والتميز علمياً وتقنياً وإدارياً ، قادر على مواكبة التطورات العلمية ومستجداتها .
6 . استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة في جميع مناحي الحياة الإجتماعية والإقتصادية والعلمية .
7 . دعم وتعزيز البنية التحتية الرقمية ، وخصوصاً مجال تطبيقات الذكاء الإصطناعي ، وتأطير ارتباطها بوظائف المستقبل ، مع التركيز على الإقتصاد الرقمي والبحث العلمي .
8 . اعتماد مبدأ الكفاءة والمهارة والتخصص الدقيق في جميع مراحل التنفيذ .
9 . استمرار العمل بتحديث وتطوير الإستراتيجية بمراحلها وخططها التنفيذية أولاً بأول ، وفق أحدث المستجدات الوطنية والإقليمية والدولية في هذا المجال .