يُجمع كل المتابعين على أهمية رسالة جلالة الملك لعطوفة مدير المخابرات العامة . وتميل النظرة الإيجابية للرسالة إلى أن جلالته يريد من المخابرات عملها الاستخباري الاحترافي الفني والذي لا يجوز أن تنشغل عنه في هذه الظروف الصعبة حيث تشتعل المنطقة بالمؤامرات التي تتحول إلى إجراءات تنفيذية وصلت إلى إشعال الحروب وإسقاط زعامات وتكوين الميليشيات وكثرة الاغتيالات . لم تعد منطقتنا هدفا" للدول التقليدية الكبرى فحسب بل صارت هناك أجندات إقليمية لها مخالب وأظافر وخلايا نائمةو مستيقظة تنتظر ساعة الصفر حينما تُعطى الإشارة . فالأمر جد وليس هزلا" ولهذا يجب صرف الجهود في الملفات الكبرى وعدم الانشغال بإيصال نائب أو رئيس بلدية أو تحجيم اتجاه سياسي وصناعة أشخاص لن يكونوا رموزا" في أي يوم من الأيام .
لا بد من وقفة مع كل ما جرى لننطلق نحو ألفية ثانية بعيدا" عن عقلية الستينات التي انشغلت بعقابيل المحاولة الانقلابية ، أو عقلية السبعينات التي كان للدائرة دور هام في الحيلولة دون وصول الميليشيات التي غيرت هدفها وحولت بنادقها .
نريدالجهد الأكبر للدائرة للكشف عن عملاء الاختراق وأنا أعني ما أقول وهو مفهوم لدى المعنيين، وكذلك المرتبطين بسفارات البيع والشراء وعقود العمالة.
لتدع المخابرات التدخل في تعيين رئيس جامعة أو إمام جامع فكل من يتولى هذه المواقع يحكمه القانون فلم استزلام هذا وإبعاد ذاك ؟؟ إن من الخطورة بمكان استمرار سياسة انتقاء الضعفاء والمطبلين ومن هو على
"قد اليد " لان هذه النوعيات لن تفيد الأردن ، لأنهم مجرد أشخاص يبحثون عن الرضى لنيل مطامع شخصية ولكنهم لن يقدموا للوطن أي شيء سوى أنه " حَسَن السلوك " مطواع يتلقى كل هاتف للتنفيذ . الدائرة أكبر من هذا وعليها أن تغير البوصلة وبخاصة بعد أن رأينا ثمار الاستزلام كيف انعكست في البرلمان وبهذا ضربنا أهم سلطة في الدولة وكذا البلديات التي تراكمت الديون فيها وعليها ، وكذلك عزوف الشباب عن العمل السياسي الذي طالبهم به جلالة الملك .لقد وصلت الدائرة إلى التحكم بتعيين مدير مركز ورئيس مجلس الإدارة ورئيس الجامعة وعمداء الكليات مع وجود من هو أحق منهم و أنفع لهذه المؤسسات ويقدر جهود وواجبات الدائرة ويحترم عملها الأمني والاستخباري .
في لقاء قديم مع مدير سابق للمخابرات قال : كل شيء في المجتمع عندنا ما يقابله . شيء جميل ونريد دائرة مفتوحة العينين ونحيي كل غيور فيها على الأردن ولكننا لا نريد قسمة الناس على أساس هذا معنا وهو مغمض ، بينما الآخر يناقش فالإخلاص للبلد لا يحتكره أناس دون آخرين . الهدف متفق عليه لكن سياسة الإقصاء ليست صحيحة فهل نرى صفحة جديدة في هذه الدائرة الوطنية والتي نريد لها الخير والابداع والاحتراف كما قال جلالة الملك.