رسالة ملكية بمضامين مفصلية
المحامي فايز بصبوص الدوايمة
19-02-2021 12:13 AM
في رسالة غير مسبوقة بالوضوح والشفافية بعث بها جلالة الملك المفدى إلى احدى مرتكزات الأمن الوطني (دائرة المخابرات العامة) التي كانت دوما حجر الزاوية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في أردننا الغالي على مدار مئة عام.
فقد أوضح جلالته أن الجهد الاستثنائي والهائل الذي يعتز به شخصيا، ويعتز به كل أردني تجاه هذا الجهاز الوطني قد جعل من تلك الرسالة تنصف كل العاملين والعاملات والمنتسبين والمنتسبات في هذا الجهاز، لأنه استطاع أن يتعامل ضمن إطار تخصصي كفؤ قل نظيره، وكان على استعداد كامل لسد ثغرات وهفوات بعض المؤسسات خارج إطار تخصصه، وتوسيع دائرة عمله حسب المتطلبات الأمنية والاستقرار الوطني بصيغة تكاملية، ذلك أن الإخفاق هنا وهناك يتطلب تكاملا مؤسسيا، وقد لعب (الجهاز) هذا الدور بكفاءة عالية أشاد فيها جلالة الملك دون تحفظ..
وفي هذه المرحلة (المئوية) من تاريخ وطننا الغالي، بدأنا مرحلة مختلفة تماما بعد الاستقرار الاستثنائي المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي فإن على هذا (الجهاز) أن يعود إلى تخصصاته الأساسية والمركزية وتخفيف العبء عليه فقد تحمل فوق طاقته ثغرات وهفوات المؤسسات الاخرى، رافعين له تحية استثنائية في كفاءته لإدارة تلك المهام التي استجدت على عاتقه في سياق عملية البناء والتاسيس والتمكين..
العودة إلى (التخصصية) تعني أن تعود كل مؤسسات الدولة إلى العمل ضمن مسارات اختصاصها فقط، ورفع كفاءة عملها ضمن إطار معايير التطوير الادائي وليس بالارتكان إلى مرجعيات هنا وهناك لسد ثغراتها وهفواتها، ضمن إطار مفهوم المراجعة والتغذية الراجعة في معالجة المشكلات.
إن تشديد جلالة الملك على استكمال مهام الإصلاح السياسي، والذي نوهنا بها سابقا تؤكد أنه لا مجال هناك للتراجع عن هذا المشروع وعلى المؤسسات المعنية استكمال مهام التحول، وأن تكون قادرة على قيادة كل ادوات الإصلاح بتدرج ومهنية وشفافية، تحت العنوان الأبرز سيادة القانون، خارج إطار إي مرجعيات رسمية كانت، أو ثانوية، فالمرجعية الوحيدة هي الذهاب إلى مأسسة الإصلاح السياسي، وتطوير قانون الانتخاب الرديف الحقيقي والمكمل الاستثنائي للإصلاح، معتبرين أن الولوج إلى المئوية الثانية يعطي وطننا سمات معاصرة حديثة، مرتكزا كعادته على ثوابته السياسية والقيمية والدينية، وقارئا حقيقيا بحجم التحولات الدولية والأخطار الأمنية المحيطة، فشكرا لك على كل ما اعطيته لهذا الوطن كجهاز استطاع أن يحمل ديناميكية سد الثغرات والتكاملية في البناء المؤسساتي والتنظيمي أحيانا في الأردن العزيز، ونقدر كل ذلك الزخم الملكي وقراءته الاستشرافية الحقيقية لمرتكزات ولوجه إلى مئويتنا الثانية الناجزة بإذن الله، فهذا هو صاحب الجلالة المبادر الخلاق والقارئ الحقيقي لكل الوقائع السياسية وكل الاحتياجات المعيشية والاجتماعية للوطن الحبيب..
الرأي