يخرجون من دين الله افواجا
عطا مناع /بيت لحم
14-06-2007 03:00 AM
أن تتوضأ بدم أخيك وتقيم الصلاة فآنت دموي ، وان تسجد لله شاكرا لأنك تمكنت من تدمير مقر امني وقتل وجرح العشرات من أبناء شعبك فان الله بريء منك، وان تقوم بتجريد أبناء شعبك من ملابسهم ليعرضوا على شاشات التلفزة فأنت يا سيدي شئت أم أبيت تستحضر الممارسات الاحتلالية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني والأجهزة الأمنية في مدينة أريحا عندما اختطف الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات، إذن أنت تمارس سادية الاحتلال وبالتالي لا شرعية لك وقد وقعت في الفخ الذي نصب لك ، لينطبق على الشعب الفلسطيني المثل القائل كمن يهرب من الدلف إلى المز راب . لقد مارس الشعب الفلسطيني الديمقراطية التي تتشدق بها الأطراف المتقاتلة من اجل السير خطوة إلى الأمام في مكافحة الفساد ووضع حد لظواهر لطالما أقلقت الشعب الفلسطيني وهددت نسيجه الاجتماعي والوطني ، الفلسطينيون قالوا كلمتهم في الانتخابات التشريعية من اجل تغير الوضع القائم والسير قدما نحو الأفضل بانتهاج سياسة إصلاحية تنقذ ما يمكن إنقاذه وصباغة الجبهة الداخلية على أسس وطنية وحدوية شعارها المركزي المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني .
إن ما يجري في قطاع غزة من جرائم يحق الشعب والوطن والتاريخ يعطي إشارات واضحة لا لبس فيها إن حركة حماس مارست سياسة تضليلية على الشعب الفلسطيني واستغلت تطلعات الفئات المسحوقة للعدالة والمساواة والحرية ، ولا يمكن الهروب من الحقيقة المرة المتمثلة بانقلاب حماس على أحلام الشعب الفلسطيني وبشكل سافر ، كما انقلب أصحاب اسلوا لان الأمر تقاس بالنتائج ، ولان السياسة هي لعبة الحسابات فيجب أن نعترف بأننا فشلنا وبشكل ذريع في الحفاظ على صيرورة النضال الوطني الذي تحول من نضال شعب متناغم في فعلة النضالي إلى مجرد مجموعات لا تفرخ إلا ما هو متناقض مع تضحيات الشعب هذه التضحيات التي كلفتة الكثير لخلق التواصل بين الأجيال، هذا التواصل الذي حكم علية الاقتتال في غزة والمرشح بالانسحاب على الضفة بالموت .
إن الصراع الدموي الذي تشهده شوارع قطاع غزة لن يقود لإمارة حماس الإسلامية ولا لتحرير فلسطين ولا للوحدة الوطنية ولا للرفاة الاقتصادي والحدة الاجتماعية وخلق قاعدة للتنمية ، الصراع الحمساوي الفتحاوي دفع بالقضية الفلسطينية إلى القاع وفتح المجال لدولة الاحتلال الإسرائيلي لاستكمال خططها القاضية بإنهاء الملف الفلسطيني الذي أقلقها طيلة ستة عقود مضت ، وبالتالي فان المزايدات المكشوفة التي يتشدق بها أطراف الصراع لا تعبر عن مضمون فلسطيني ، صحيح أن الاقتتال فلسطيني فلسطيني ولكن بعد هذا الاقتتال لا يمت لفلسطين بصلة ، لهذا نرى الفاشية في التعامل بين الأخ واخية والعنف والحقد المستورد والدجل الإعلامي واستخدام مصطلحات لا تمت للمنهج العقلاني في التعامل مع الأمور ، التيار الدموي .. الانقلابين.. الزنادقة.. اللحد يون.. الصهيو أمريكيون.. خطاب إعلامي ألهب الشارع الفلسطيني واوجد أرضية أيدلوجية شوهت الوعي لدي شرائح واسعة شكلت حطب الاقتتال والعنف الذي خرج عن السيطرة ، لنتحول دون أن ندري إلى أداة تنفذ سياسة إسرائيلية تفعل ما عجزت عنة الالةالعسكرية الاحتلالية ، حيث الإعدامات في وضح النهار لقادة العمل الوطني متمترسين بتبريرات واهية لا تصمد أمام الحقيقة التي ستصفعهم بعد أن يدركوا أنهم استسلموا للشيطان الذي سلبهم الحكمة والعقل ، ليختبئوا خلف الشعارات الدينية متناسين أن دم الفلسطيني على الفلسطيني محرم ، وان التاريخ لن يرحمهم ، وان الشعب بمهل ولا بهمل ، وان الدين منهم براء، وان مسيلمة الكذاب سينكشف أمرة عاجلا أم آجلا ، لان رائحة جرائمهم ستزكم انوف من وئقوا بهم وسلموهم أقدارهم ، ليكتشفوا كذبهم وغيهم وخيانتهم لعقيدتهم التي حرمت قتل النفس إلا بالحق ، لكن عقيدتهم اتخذت منهجا دمويا إنهم يخرجون من دين الله أفواجا ويأخذون الشعب إلى الهاوية ، ويوما ما سيذكر التاريخ أن هناك فلسطينيون ذبحوا بعضهم بعض في صراع دموي دفع بالقضية الفلسطينية إلى مهب الريح.