هي الدنيا الغرور , نتشبث بها ولا ندرك أنها الغرور التي لا تعدل عند خالقها وخالقنا تعالى جناح بعوضة . نتلاوم نتحاسد نتخاصم نستغيب ننم نتكبر نفسد نتباعد ننافق وقد يقتل بعضنا بعضا!!، والسبب التافه، هو تعلقنا بها وضعفنا أمام مكاسبها مغانمها مناصبها.. ألخ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا بأي أرض تموت.

هي الدنيا، دنيا في مقامها مهما زانت في عيوننا، تخطف بقدرة الرب سبحانه كل يوم وفي كل لحظة القريب والبعيد والحبيب والصديق والرفيق، ولا نتعظ، وللعجب أننا نزداد في كل ساعة تمسكا بها وبما حوت من متاع زائل.

دوارة يا دنيا، ونحن معها ندور وقد خلقنا في كبد. "غدارة" يا دنيا ونحن نفسد فيها ونسفك الدماء إقتتالا على بريقها وسحرها الذاهب لا محالة في لحظة موت مؤكد، ومع ذلك نتزاحم ونتبادل الشتيمة والغضب والتهمة والظلم وما هو أفظع، وكأنها دائمة لي دون غيري من رفاق!!.

عجبا لنا نحن البشر، مخلوق ذميم لا تراه العيون يحبسنا دونما حكم صدر، ينهك أجسادنا، يرهبنا ويرعبنا ونبحث عن مخرج فلا نجد، يتخطفنا بين برهة وأختها فنترحم على أرواحنا من بعيد، ونخشى التزاور والتقارب ويفر بعضنا من بعضنا خوفا ورهبة من عدوى، ومع ذلك.. لا ويبدو لن نتعظ، ولن نستدير دورة كاملة فرارا إلى الله خالقنا جل جلاله، معتذرين تائبين عما جنت أيدينا وما إقترفنا من معاص وذنوب عل الله يرحمنا ويلطف بحالنا!.

اللهم لا تؤاخذنا بضلالنا وغفلتنا وتيهنا وضياعنا، اللهم إرحمنا وخفف عنا وشافنا وجنبنا الشرور كلها يا رب العالمين، اللهم إرفع عن كواهلنا الوباء والبلاء وكل داء، اللهم أسترنا حتى نلقاك مستورين تائبين يا أرحم الراحمين، اللهم إجعل لقاءنا بجلالك يوم اللقاء، لقاء خير.

ربي حمدا لك على نعمة الغيث وأنت وحدك من وراء قصدي.