بدأت وزارة التربية والتعليم منذ السابع منذ شباط الجاري بالعودة التدريجية المدروسة الى التعليم الوجاهي والذي يسير جنبا الى جنب مع "التعليم عن بعد " ، مستهدفة جميع طلبة المدارس لمواصلة التعليم ، فقد بذلت جهوداً جبارة في الفترة الماضية ، لتوفير بيئة تعليمية حضورية متمازجة لضمان مواصلة طلبتنا مسيرة التعليم ، فمجتمعات التعلم الحضورية او الافتراضية تمثل تجربة رائدة تزداد نجاحاً بهمة طلبتنا ومعلمينا وأولياء الأمور وبحسهم المسؤول .

لقد اتمت وزارة التربية والتعليم كافة الإجراءات الكفيلة بتحقيق نواتج معرفية إيجابية من خلال تطبيق منظومة التعلم عن بعد ، عبر منصة "درسك" المطورة بعد أن تأكدت من جاهزية المنظومة خلال الفترة الماضية وعملت على قياس فعالية تجربتها في التعلم عن بعد ، لضمان استخدام المنصة لكافة الطلبة ، حيث ان منظومة التعلم عن بعد حددت أدواراً لجميع مكونات المجتمع التربوي من المشرفين ومدراء المدارس والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور لتتكامل في ما بينها لإنجاح عمل الوزارة في مجال التعلم عن بعد ، والهدف تقييم المحتوى التعليمي الإلكتروني والتجهيز لبثه وتقديمه للطلبة إلكترونياً ، والتأكد من وصول مستهدفاته للطلبة وصولاً إلى مرحلة اختتام الدرس ، اضافة لضمان فاعلية استخدام المنصة بكل يسر وسهولة ، ما يحتاج إلى خطوات إيجابية وتعاون وثيق من قبل الإدارات المدرسية ، وهذا يشكل ميزة مهمة بغرض متابعة الطلبة ، واستنادا إلى ذلك يتم وضع خطة من قبل الإدارات المدرسية تتضمن إعداد برنامج تفاعلي بين المعلم والطالب لجميع الصفوف الدراسية ولجميع الطلبة حيث على المعلم أن يقوم بمتابعة طلبته وبتهيئتهم ذهنياً ونفسياً للحصة الالكترونية عن بعد كما في الحصة العادية ، وبذلك فان تفاعل الطلبة مع منظومة التعلم عن بعد التي تستخدمها وزارة التربية والتعليم من خلال منصة درسك المحدثة والتي تعد منظومة تعلم متكاملة ، يؤدي فيها عناصر العملية التعليمية أدوارهم التربوية على أكمل وجه .

اعود اى القول ان وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة كي يستفيد الجميع استفادة مثلى من التعليم الحضوري التفاعلي والتعليم الإلكتروني عن بعد على حد سواء ، حيث ان منصة درسك المطورة تعد نتاجاً للجهود الاستثنائية التي قامت بها وزارة التربية والتعليم لكننا بحاجة ماسة لجهود مجتمعية استثنائية للمساعدة ، فنحن على ثقة بأن مجتمعنا يزخر بالكثير من الفاعلين الذين لديهم الشغف لمساعدة الآخرين ، ورفد المعلمين وأولياء الأمور والمتلقين بمصادر معرفية ملهمة لمن يحتاج إليها ، فكلنا يد واحدة ، ويجمعنا هدف واحد من أجل رحلة تعليمية، يشارك فيها الجميع، ووطنا يرتقي بالجميع ، فثقافتنا السائدة كانت تنص على ان هدف التعليم هو إعداد طلبتنا لتجاوز امتحانات الحياة، وها هي الحياة تختبرنا الآن، من خلال المواقف الجديدة التي تظهر قوة المجتمعات ، وما نحن بحاجتة الان اكثر من اي وقت مضى هو ان نحمل جميعنا رسالة مفادها بأننا قادرون على صنع الفرص الإيجابية في الأوقات الصعبة، فعندما نقدم كأفراد وكمجتمع أفضل ما لدينا، من خلال مساعدة بعضنا البعض ، سوف نتجاوز التحديات الراهنة، ونحقق الاستفادة القصوى من تجربة التعليم عن بعد، لا سيما أن مدارسنا تحاول أن تجد الإمكانات التي تساعدها على تحقيق الأهداف المرجوة .

واخيرا وان اطلت فان جميع الإجراءات التي تتخذها وزارة التربية والتعليم الخاصة بمنظومة التعليم عن بعد خاصة من خلال منصة درسك المحدثة ترتكز على التقنية والتعلم الذكي، وأساليب متفردة، تتشابه فيها الأدوار والمسؤوليات والمهام، وما يميزها أنها تواكب الحداثة في التعليم، وتسخر التكنولوجيا والموارد التعليمية والأكاديمية والإلكترونية لخدمة طلبتنا بعيداً عن أي عوائق مكانية أو زمانية تفرضها المستجدات التي قد تحول دون مواصلة عملية التعلم الاعتيادية ضمن الصفوف المدرسية.

بقي ان اقول أن السير بخطوات التعلم عن بعد التي ستواكب مسيرة التعلم الصفي ، هي بالتأكيد تجربة رائدة ومتفردة، أولتها الوزارة جل اهتمامها لضمان استمرار نجاحها، وتكمن أهميتها في تحقيق التوجهات الملكية السامية للدولة وأجندتها الخاصة في بناء نظام تعليمي تشكل التكنولوجيا والحلول التقنية أحد أهم مرتكزاته.

والله ولي التوفيق