قدح المقامات العلياأ. د. انيس الخصاونة
18-02-2021 01:48 PM
معظم قوانينا ومنظومتنا التشريعية الناظمة للحريات الفردية والعامة ومنها حرية التعبير والنقد السياسي والإداري للشخصيات العامة والقيادات المختلفة في أجهزتنا ومؤسساتنا السياسية والبيروقراطية تتضمن نصوصا تمنع من قدح المقامات العليا لا بل تجرم هذا السلوك في بعض الأحيان كما هو الحال إذا طال النقد أو القدح مقام جلالة الملك أو عائلته أو فئات أو مناصب معينة في الدولة الأردنية. والسؤال الذي يبرز هنا من هي المقامات العليا المقصودة بهذا النص غير مقام جلالة الملك وعائلته؟ هل مدير الشرطة ومدير دائرة ضريبة الدخل أو مديرالأحوال المدنية في إحدى المحافظات يعتبر من المقامات العليا التي يعتبر التعرض لتصرفاته وانتقاد عائلته وأولاده قدحا في المقامات العليا؟ هل الكتابة بخصوص بعض السلوكيات أو التصرفات الشخصية الملفتة للنظر للنواب والوزراء ورئيس الحكومة والقضاة وأبنائهم وعائلاتهم يعتبر قدحا فيهم؟ ثم ما هو الخط الفاصل بين النقد وبين القدح ومتى يصبح النقد قدحا ؟وهل لنا أن ننتقد المسئولين إذا رأينا امتيازات تتحقق لأبنائهم أو عائلاتهم مثل التدخل في عمل أهلهم وآبائهم وأزواجهم أو زوجاتهم أو الإفادة من علاقات وهيبة وسمعة صاحب المقام الرفيع قاضيا كان أو وزيرا مسئولا عن عطاءات أو مدير مخابرات أو رئيس جامعة أو غيرهم؟ أليس أصحاب المقامات العليا بشر من خلق الله حملتهم أمهاتهم تسعا وأرضعتهم حولا أو حولين يأكلون ويشربون، يعملون ويخطئون، يحسنون ويسيئون، فيهم بذور الخير وفيهم أيضا بذور الشر، ولكل منهم ملاكة وشيطانه الذي يوسوس له؟ ثم كيف أن بعض النقد لبعض الناس لا يرقى للقدح في المقامات العليا في حين أن نفس النقد إذا وجه لشخص آخر له سلطة أو جاه يعتبر جريمة يحال فيها إلى محكمة أمن الدولة؟ أعتقد أن التشريعات المتصلة بالمقامات العليا والقدح فيها هي تشريعات لا تنسجم مع قيم الحرية والمساواة والعدالة التي ننادي فيها نحن في الأردن حيث أن دستورنا يساوي بين كل الأردنيين . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة