ولادة أخرى للدفائند. نضال سالم النوافعة
18-02-2021 12:01 PM
إنّ للعلاقات الإنسانية قوةُ دَفْعٍ خارقةٍ, تجعلنا مندغمين اندغامًا قويًا تكون محصلة اتجاههُ رغباتنا الأساسية المجبولة مِنْ دين الفطرة، والتي تتمثّل في عناصر التكوين الأساسية مِنْ الحب والأمان, هيَ وبفضل طابعها الفطريّ تتصرّف بتلقائيةِ سلوكيةٍ موغلةٍ بسرعةٍ رهيبةٍ في مشاعرنا (جيّدة كانت أم سيئة)، لكنها وبنعمةٍ مِنْ براءة السمات البشرية مِنْ التعلقِ بفلسفة الأصل في الأحداث؛ علاقات مكتسبة تبعد كل البعد عن كَونها جزءًا أصيلًا مِنْ ذاتنا الداخلية، وما عملية التحرر العاطفيّ إلّا أنموذجًا حيًّا على أنَّ الأشياء تبدو ذات قيمة عالية على حدّ سواء، سكونٌ يحملُ في جوفهِ معنىً، معنىً تهرولُ بين أزقةِ مدارتهِ الكثير مِنْ خطوات الشعور، والطاقة المنصرخة مِنْ عملية حرق الشعور لبعض السعرات التي تختبئ في داخلها آلاف المعاني تؤدي فورًا إلى برمجات مرتبطة بما يستطيع تحقيقه هذا الشعور مِنْ تأثير في المستقبلات الحسية لدى الآخرين, ومِنْ هنا تبدأ مراحل اكتمال أطوار الفكرة التي تدمغ في أبصارنا على هيئة رد فعل معرفيّ ينعكس على استجاباتنا العاطفية الشائعة الذي سرعان ما يكشف لنا عن إمكانية تحقيق أهدافنا الداخلية، والاستجابات العاطفية ليس لها أيْ سلطة سيكولوجيّة على الحب، فالحب حالة كونيّة استثنائية، تتشكل نتيجة اندماج قطع كروموسوميّة تحمل في جيدها جينات ذات طابع عاطفيّ, لا حولَ للإنسانِ ولا قوةَ لهُ في محاولةِ السيطرة عليها ومنع انتشارها؛ إذْ أَنَّها تفرضُ سيادتها على ملايين الصفات المتنيحة التي لا تَمُت بصلة للصفات المندرجة تحت خانة العاطفة الأم، وعندما تكبر تُتاح لنا بقدرتنا على توظيف منتجات العقل فرصة ترويض تلك العواطف, بحيث تُمكننا مِنْ الارتباط بالآخرين بشكلٍ مقدسٍ بينهُ وبين التعلق والتبعية العشوائية الآنية كل أنواع الفراق الحتميّ الذي لا رجعةَ منه، فبالحب نشعر بأننا غير مكتملين سومسوتيًا، كولادةِ طفلٍ في غير وقته الزمنيّ، وبالاتحاد مع الآخر يكتمل النقص الداخليّ، فنشعر بأنّنا انصرخنا مِنْ رحمِ تركيبتنا الأصليّة بعمليةٍ قيصريةٍ لا قبل للعقل البشري استيعابها. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة