الملك .. والرسالة العميقة
د. حازم قشوع
18-02-2021 12:48 AM
رساله عميقة تحمل مغزى ومضمونا كما هي نص ومحتوى ثمين ويمكن قراءتها واستنباط مغازي هذه الرسالة الهامة التى ارسلها جلالة الملك الى مدير المخابرات العامة حيث حملت الكثير من المعاني وتقدمها الشكر وثناء على الجهود المبذولة كما حملت عنوانا يقوم على طي صفحة واعمال ونهج الدائرة السابق ووضع حجر وسطر جديد ومن ثم الانطلاق في عمليات استئناف للبناء المتطور التي يلزم هذه الدائرة الحساسة.
نصوص الرسالة الملكية ركزت على الشروع ببرنامج التحديث والتطوير حتى يبقى هذا الجهاز في طليعة الأجهزة الاستخبارية العربية والعالمية كما استوجب العمل لاعادة التموضع فى الاداء العام، فلقد كبرت مؤسسات الدولة وآن الاوان للانتقال من الدور الابوي الذى كانت تضطلع به هذه المؤسسة الوطنية في المئويه الاولى والانتقال إلى دور الأخوة فى الحياة العامة بعد انتهاء مرحلة التاسيس والبناء والتشييد.
الرسالة الهاشمية وضعت المؤسسات الدستورية امام مسؤولياتها ومهامها المناطة بها بها بموجب الدستور والقوانين الناظمة وبما يظهرها بشكل افضل ويقدمها بطريقة مختلفة عما كانت عليه وعلى كافة المستويات الخدماتية والتنموية وفى مجالات الحياة العامة المختلفة، وهنا لفت جلالة الملك إلى ضرورة وجود استراتيجية عمل جديدة تهتم بشكل اساسي ومهني فى العمل الاستخباري وتقوم ببناء حالة مهنية استخبارية ترفد مركز صناعة القرار بما هو لازم وضروري فى هذا الاتجاه ، وهى المهمة الاساسية التي كان جهاز المخابرات قد أنشأ اليها فى اساس التكوين.
الرسالة التي شكلت اضاءات كثيرة الا انها كذلك حملت دعما لمدير المخابرات ولجهاز الحق ومنتسبيه ، وفي ذات السياق حملت فى طياتها برنامج عمل جديدا للمؤسسة الأمنية الأولى سواء في الدور والعمل والمنهج ودعا جلالته لاعادة صياغة عناوين واهتمامات الدائرة ، وهذا يمكن ان يطال في كيفية بناء المعلومة وتحليلها ضمن البيئة والمحتوى والياته وهذا يتطلب بناء مصادر المعلومة الاسخبارية والاسمية على ان يتم اضافه لهذا العمل مراكز بحثية واستراتيجية تقوم من على ارضية محتوى ومفهوم الابعاد ، ومن ثم يكون التحليل العلمي والاستخلاصات والمخرجات ناجحة وضمن اليات عمل جديدة بعيدة عن النمطية وباجراءات تنفيذية تقوم على البناء الخططي الذى يسبق العمل الميداني مما يجعل جملة التطوير واجراءات التحديث اكثر عمقاً ودقة كونها طالت منظومة المعلومة والبيئة المحيطة بها والتحليل الاحاطي والتقدير البياني اضافة للتنقيذ الإجرائي والوقائي بعد صدور القرار من بيت القرار .
اذاً الرسالة الملكية تحمل برنامج عمل يمكن ان يحدث فاصلا بين العمل الخارجي والعمل الداخلي للجهاز ، كما ينتظر ان يشكل منطلقا جديدا يسهم فى تكوين بيئة حاضنة للجملة السياسية حيث انها ستعيد انتاج منظومة نوعية مميزة وبمشروع ريادي كبير ينتظر ان يشكل بيئة جاذبة وعلامة أردنية فارقة فى شتى مناحى الحياة ، مما يؤهل الاردن لدخول مئوية الدولة الثانية بقوة عظيمة يصعب تجاوزها في شتى المحافل الإقليمية والعالمية من رؤية عميقة لقائد فذ اراد ان يوكلها لفرسان الحق .
الدستور