أن نشأة الأحزاب المعاصرة تعود إلى عام 1850حيث لم يكن قبل ذلك أي بلد في العالم باستثناء الولايات المتحدة يعرف الأحزاب السياسية بالمعنى العصري للكلمة. ويرى أن هناك أصلين للأحزاب: الأصل الانتخابي والبرلماني، والأصل غير الانتخابي وغير البرلماني أو الأصل الخارجي
يتبلور الأصل الأول في تكوين الأحزاب من خلال إنشاء الكتل البرلمانية أولاً ثم اللجان الانتخابية في ما بعد، وأخيراً يقوم في المرحلة الثالثة تفاعل دائم بين هذين العنصرين.
وتكون وحدة العقائد السياسية المحرك الأساسي في تكوين الكتل البرلمانية. ومع ذلك فالوقائع لا تؤكد دائماً هذه الفرضية إذ يبدو غالباً أن المجاورة الجغرافية أو إرادة الدفاع عن مصالح المهنة (المصلحة المهنية المشتركة) هما اللتان أعطتا الدفقة الأولى، أما العقيدة فجاءت فيما بعد. وإلى جانب العوامل المحلية الإقليمية والعوامل الإيديولوجية، يجب أن يحسب أيضاً حساب للمصالح.
كقيام بعض الكتل بصورة صريحة أو ضمنية بالدفاع عن مصالحها البرلمانية، شأنها في ذلك شأن أي نقابة. والاهتمام بإعادة الانتخاب يلعب هنا بالطبع دوراً كبيرا. ويكاد نشوء اللجان الانتخابية، الذي جاء كرد على نشوء التكتلات البرلمانية، أن يكون مبادرة من اليسار، لأنه بفضلها، يمكن التعريف بالنخبة الجديدة القادرة على منافسة النحبة القديمة. وقد اضطر اليمين بحكم الضرورة إلى أن ينشئ بدوره لجاناً انتخابية.
ويكفي بقيام هاتين الخليتين الرئيسيتين: الكتل البرلمانية واللجان الانتخابية أن يقوم تناسق دائم بينهما وأن ترتبطا بروابط منتظمة حتى يتكون منهما حزب حقيقي
وفي كثير من الحالات، يتم إنشاء الحزب، بصورة أساسية، بفضل مؤسسة قائمة من قبل، وذات نشاط مستقل خارج البرلمان