العيش في القرون الوسطى !!!!!!
ماجد ديباجة
28-04-2010 03:51 PM
تتوالى علينا الاحداث الرهيبة تطل برؤوسها الخبيثة ، تحمل معها بوادر التأزم ، والتخلف ، وكأننا نعيش في اتون القرون الوسطى ، دولة وصلت فيها نسبة التعليم الى ما يقارب الكمال ، وبلغ عدد الجامعات فيها اكثر من عدد المدراس في بعض الدول المتخلفة ، وتوفرت على دستور من افضل وارقى دساتير العالم ، واجترحت فيها قوانين وانظمة اجتماعية واقتصادية لو توفرت لدولة مثل موزمبيق لاصبحت من ارقى دول العالم . ومع ذلك فاننا مازلنا نعيش اتون القرون الوسطى ........
فكل يوم نسفيق على خبر جريمة قتل لأسباب واهية سقيمة وغبية . فتلاسن بين طفلين شقيين يلعبان في الحي ، او تعارك بين مراهقين للفوز بقلب فتاة لعوب ، او خلاف على امتار قليلة من ارض او غمار من زرع . كفيل بإثارة القتال بين العائلات والعشائر والقبائل .
ثم نسمع في يوم اخر عن اختفاء او مقتل البراءة في طفل او طقلة بفعل اقرب الناس اليهم ، او العثور على لقيط هنا او هناك في مشهد مرعب ، كان يعد صدمة مفزعة في يوم من الايام لمثل هذا المجتمع . الا انه رويدا رويدا لم يعد له وقع الصدمة تلك لاننا اعتدناه .
وفي يوم اخر نستفيق على اختلاس في مؤسسة او دائرة وطنية يعيث فيها الفساد منذ وقت طويل دون ان يلحظه او يكتشفه احد . وتكر المسبحة حتى تتوالى الاكتشافات المبهرة ، حول الفساد الوظيفي المستشري في مؤسساتنا الوطنية والذي لم يعد التستر عليه ممكنا .
و تتوالى مصائب الرشاوى والعطاءٍات والصفقات ، فضلا عن توريد نفايات العالم الغذائية ، وقذفها في وجه الشعب الاردني ، ليأكلها برضاه مستمتعا بطعمها المعجون بالتوابل والمنكهات الطبيعية وغير الطبيعية ، حتى بات شعبنا المسكين يملك مناعة ضد انواع الفساد والمفسدات والملونات والمنكهات والملوثات والمسرطنات ....الخ ...
اما وعود النوم في العسل فقد تكشفت ، حين استفقنا من الحلم الجميل ، الذي تبخر مع اكتشافنا انتهاء مفعول العلاج الذي وصفه لنا اصحاب العقول النيرة من الاقتصاديين .. والعلماء .. الخبراء في مجال التفقير والتعثير ... ....حين نصحونا ببيع مؤسسات الوطن الى اصحاب النفوذ لنلاحق موضة الخصخصة ، والعولمة ، والبعب.......... فتفشت اورام فقرنا وتنامت ديوننا ، بفضل وصفاتهم وعلاجاتهم السحرية .
اما كيف نعالج ذلك فقد اصبحت من اخر مهام القوانين والتشريعات المنظمة لشؤون الافراد والدول والمجتمعات ، بل اصبحت من تخصص الجاهات العشائرية ،والفزعات المناطقية ، حتى لو كانت على حساب القوانين والانظمة ، فلم يعد غريبا ان نرى قيادات سياسية لها وزن وطني، تقود جاهة وطنية لإقرار صلح عشائري ، ولم يعد غريبا ان نجد دوائر ومؤسسات حكومية تطلب الفزعة او العطوة العشائرية.
فما الذي ابقيناه للقوانين والانظمة والتشريعات ، التي جاهد قادة هذا الوطن وابناءه سنوات طوال من اجل اقرارها ، تحصينا للوطن ، و حفظا للنظام وصونا لحياة الكريمة للافراد والمجتمع .
الا نستشف بعد كل ذلك بأننا استمرأنا العودة الى سنوات القرون الوسطى من التخلف والتصلف والتعجرف ، والمكابرة بالمحسوس ، والكبرة على الخوازيق ....
ام اننا لم نستوعب بعد ولوجنا بوابة القرن الواحد والعشرين ، ام اننا مازلنا بحاجة الى صدمة كهربائية عنيفة حتى نستفيق من هول ما نحن فيه . .. ادركوني .... يارحمكم الله .