قاتل الله النفاق، فلقد تجاوز حد الظاهرة ليغدو حالة في مجتمعات العالم الثالث على وجه الخصوص، والنفاق آفة يمقتها الله خالقنا تبارك وتعالى، لا بل فقد قرن بين الكفر والنفاق في قوله تعالى "ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا".
آية المنافق ثلاث.. إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. هو إذا كذاب مخلف وعد وخائن أمانة، فهل هناك خلق أسوأ من كل هذا؟.
والمنافقون هم ووفقا للمألوف إما طامع بمغنم ينافق لمتنفذ كي يأخذ بيده إليه، أو مستفيد ينافق لمن أخذ بيده كي يبقيه ويطيل أمد استفادته ويزيد.
المنافق لغة هو من يظهر غير ما يخفي، وهو من لا ينطق بالحق وهو يعرفه خشية أن تتضرر مكاسبه، ولا شأن له بما يسمى مصلحة عامة، فكل اهتمامه ينصب على مصالحه هو دون سواه، وهو اهتمام قد يقتضي تشويه صورة وسمعة المنافسين الشرفاء الذين تستحي "جيناتهم" إن صح التعبير ممارسة النفاق.
داء النفاق قاتل مدمر ومؤذ، لا بل هو خطر، خاصة عندما يمارس على نطاق واسع على حساب غفلة وعذابات ونقاء سرائر الشرفاء الأنقياء، وعلى حساب المصالح العامة والعليا للأوطان والشعوب.
العجيب أن الكثيرين يرتاحون لنفاق المنافقين حتى وهم يعلمون أنهم منافقون، وأن لا خير يرجى منهم، وأنهم يجاملون كذبا ورياء ولا ينطقون بالحق.
عزاء كل محترم يكره النفاق والمنافقين، هو قناعته بأن مصير هؤلاء كسواد قلوبهم في الدنيا، وفي الآخرة نار السعير ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لو عرف المنافقون الله العلي القدير حق معرفته وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل، لعادوا من فورهم عما فعلوا ويفعلون، ولو أدرك من يشنف النفاق أسماعهم أن المنافقين خطر عليهم قبل سواهم، لصدوهم ونبذوهم وما تركوا لهم فرصة للمزيد من الكذب والتدليس بحثا عن مغانم خاصة، ولما قابلوهم بأدنى احترام. المنافق كذاب، فهل يؤتمن كاذب!!. الله من وراء قصدي.