بداية حتى لا أحاكم بتهمة معاداة السامية فأنا عاشق للساميين لأنني منهم . كما انني لا أصادر حق إنسان في اختيار الدين الذي يراه صحيحا" لأنني أومن بقول الله تعالى (لا إكراه في الدين) وأن التعددية الاعتقادية هي إرادة ربانية بنص القرآن الكريم (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) وبناء عليه فأنا لا أناقش في مقالتي "الديانةاليهودية" فاليهودي إنسان اختار هذه الديانة وهذا حقه.
حديثي عن "إسرائيل" الكيان السياسي الذي تمت صناعته بتخطيط من الحركة الصهيونية في مؤتمر بازل في سويسرا ونفذ الخطة عديدون لأسباب مختلفة.
اليهودي الذي لمس الاضطهاد الغربي له من قبل كل الدول الغربية "وليس من النازية فقط" أراد أن يتخلص من هؤلاء وأن يكون له كيانه الخاص لا أن يكون رعية في بلد من البلدان، وبخاصة أنه يرى نفسه "متميزا" على الآخرين حيث برز أبناؤه آينشتاين وفرويد وماركس وغيرهم كثير.
وأراد الغرب التخلص من هذا العنصر اليهودي المزعج لهم في التجارة والاقتصاد والإعلام وبخاصة أن هذا التخلص سيصيب هدفا آخر وهو وضع سرطان في حلق الحضارة الإسلامية التي خاض الغرب ضدها "حروبا صليبية وحروبا استعمارية" وكأن لسان حالهم يقول: لنضرب العدو بالعدو، والمكروه بالمكروه. ولا عبرة بكلمة "عطف" التي وردت في النص البريطاني "ان حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف.." فالعاطفة غير واردة في السياسة بل "المصلحة".
وكان الضعف العربي الإسلامي هو الظرف المناسب لخلق هذا الكيان المزعج للمنطقة والمزعج للعرب والمسلمين والمقلق لليهود أنفسهم حيث يعيشون منذ تم إيجاد الكيان في حالة خوف لان المحيط لا ينسجم معهم حتى بوجود معاهدات "السلام" ونشاط حركة التطبيع والاندلاق مؤخرا!!!!. فليست العبرة بتوقيع حكومات بينما الشعوب رافضة. واين هو السلام وكيف يتحقق والقهر موجود والمعتقلات تضم في جنباتها الآلاف المؤلفة والقتل يومي والإهانة مستمرة حتى للسلطة الفلسطينية شريكة السلام المزعوم ناهيك عن المقدسات التي يتم تدنيسها. انها الدولة التي تسير بلا منطق وتعيش يوما بيوم بل تعتقد انه لا بد من يوم لا تجد فيها نفسها.
قال ضابط مخابرات يهودي لشخص يحقق معه: "اننا نعلم اننا سنغادر يوما" وجهدنا مُنصب على إبعاد ذلك اليوم قدر الإمكان بزرع الخلافات العربية وإضعاف السلطات فيها وربما السيطرة على بعضها وتمييع الأجيال وتركيع الكيانات بالمال والتخويف.
انها الدولة المأزومة التي لا مستقبل لها لأنها هي نفسها تؤجج الصراع الذي يبرز رأسه كلما لاحت له الفرص.