أمريكا وإعادة تكوين المنازل
د. حازم قشوع
13-02-2021 12:03 AM
بينما تقوم واشنطن بمحاسبة حقبة من خلال محاكمة
ترامب تقوم بجملة من الاصلاحات الداخلية طالت العديد من الملفات المهمة الامنية والوبائية والسياسية وذلك ضمن برنامج عمل ممنهج يعمل بعدة اذرع في آن واحد، حيث يقوم بخطة عمل للحد من انتشار الوباء خلال مائة يوم تستهدف تطعيم مائة مليون امريكي وكما تقوم الدبلوماسية الامريكية بإنجاز مصفوفة دبلوماسية جديدة واعتماد مراكز مركزية اقليمية تعمل الاجهزة الامنية الداخلية بعمل نشط تسعى من خلاله للحفاظ على المستقرات المجتمعية الداخلية بعدما ما اصابها التصدع نتيجة ما يعرف بالانقسام المنهجي بين الحزبين وكما تقود لبناء استقرار سياسي على الصعيد الخارجي تسهم ببناء جملة سياسية تراد ترسيمها.
وهي الصورة ذات المضامين العديدة التي باتت تميز عمل الادارة الامريكية الجديدة هذا اضافة الى حسن التنظيم وسرعة الانجاز حيث مازالت تعمل الادارة الامريكية بسرعة فائقة وتنظيم لافت وتنجز وكانها تسابق الوقت وذلك بهدف تقليل الفارق بين المسافة الدبلوماسية بين المراكز الاقليمية والمساحة البينة بين المركبات المجتمعية والتي كانت قد تباعدت نتيجة استراتيجية العمل السابقة التي كانت بعيدة بادواتها واهدافها عن ما تقوم عليه الصورة الحالية بالشكل والمضمون، وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال طبيعة الحركة ونوعية الحراك القائم في كافة الجوانب والاتجاهات.
حيث بدات حركة العمل الدبلوماسي تعمل بالمنطقة من واقع جملة سياسية احدثت استدارة سياسية كما كان متوقعا، وكما تعمل ضمن وتيرة مغايرة عن السابق و تتعاطى ضمن مقاربات انتقلت فيها العلاقات من الزاوية الحدية الى الزاوية المنفرجة،وعبر منازل سياسية اخذت بتشكيل نماذج عمل سياسية تبتعد عن اطر التحالفات التي كانت سائدة وتقوم للتمهيد لبناء جغرافيا سياسية جديدة كما يراها البعض ممكنة في بعض تشكيلاتها وليس من واقع اسقاطات مناطق النفوذ فحسب كل هذا ياتي من على ارضية سياسية تستجيب لمتغيرات بيت القرار في واشنطن،
ولعل اعادة رسم الاحداثيات الجديدة هذه تبدو واضحة في المشهد العام عندما اخدت عناوينها تشكل مناخات المصالحة في كل من ليبيا واليمن وفلسطين بالاضافة الى عناوين اخرى ستطال اعادة التكوين في لبنان وسوريا،وكما يتوقع أن تكون حاضرة في العراق بعد البدء في صيانة الاتفافية النووية تجاة ايران ودورها،كما ينتظر ان تذهب تجاه تركيا ومكانتها عند حساب مقدار تمدد نفوذها، والمكانة التي سيسمح للمراكز الاقليمية في العمل ضمن الخرائط السياسية القادمة.
ويتوقع بعض السياسيين ان تنتهي مرحلة اعادة تكوين المنازل السياسية مع انتهاء حالة الركود الحركي التي استوجبتها حالة الوباء بهدف السلامة العامة، آذانا بطي صفحة ترامب والانتقال الى مرحلة جديدة ينتظر تكتب معالم جديدة في المراكز السياسية كما في تشكيلات الجغرافيا السياسية للمنطقة ومجتمعاتها. وهو عمل سياسي يقوم على المسح قبل اعادة التكوين، وهذا يمكن ملاحظته من خلال نوعية الحراك ومراكز العمل النشطة التي تقوم عليه.
اذن البيت الابيض يسابق الزمن لترسيم استراتيجية عمله الجديدة خلال العامين القادمين وذلك قبل الدخول بمناخات الانتخابات النصفية القادمة. حتى يتمكن من تقديم برنامجه السياسي بسلاسة في ظل سيطرت الحزب الديموقراطي على الكابتول حيث الكونغرس والسنت كما على البيت الابيض حيث بيت القرار التنفيذي.
وهذا ما يجعل الحركة تبدو نشطة ورتم الاحداث تكون متسارعة وذلك لتقليل الهوة بين المسافة والمساحة في ميزان العلاقات التي اوجدت تضادا في بعض المنازل الدبلوماسية نظرا للسياسة السابقة وكان من الصعب اعادة بناء منازل جديدة دون ايجاد ارضية عمل ملائمة لاعادة التكوين، فمن تراه يكون اللاعب المرتكز للمنطقة ومن الذي سيتم الاعتماد عليه في نسج خيوط العلاقات في المنطقة من اجل اعادة الترتيب، هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة، والتي ستحمل زيارة مهمة لجلالة الملك عبدالله الثاني للبيت الابيض في اذار مارس القادم.
(الدستور)