عمان مدينة مقاتلة شرسة ضد الاوبئة من زمان وحتى الان.

ففي مطلع الخمسينات من القرن الماضي جاءها وباء الانفلونزا اللعينة ، لا ادري من اين جاءها فهي مدينة نظيفة وجميلة خاصة شوارعها منها شارع الملك حسين واسمه الشائع شارع السلط وشارع الملك طلال في المهاجرين وغيرها.

أتذكر..
كانت كل يوم عصرا تقوم سيارة صهريج للماء من بقايا الجيش البريطاني والمملوكة لبلدية عمان برش الشوارع والازقة في المدينة وقد كانت هذه السيارة واحدة من فرجاتنا الكثيرة في العاصمة اضافة الى محطة القطار والمطار وغيرها.

ومع ان المستشفيات كانت قليلة في عمان و اكبرها مستشفى الاشرفية الحكومي ومستشفيات اخرى اهلية منها المستشفى الايطالي في شارع المهاجرين ومستشفى راهبات الناصرة في جبل الويبدة الا انه تم هزيمة هذا الوباء وان كان قد فتك بالعديد من الاطفال في حينا بجبل الجوفة ومنهن شقيقتي وصديقتي" يسرى" وعمرها دون الخمس سنوات وكانت الاحب عند ابي واتذكر انها دفنت في مقبرة المصدار اخر عمان من الجنوب.

بعد اكثر من 50 عاما من هجوم الانفلونزا اللعينة هاهي جائحة كورونا تهاجمنا وبكل وحشيتها ولؤمها وهي مستمرة ولازيد من عام تقاتلنا وتقاتل العالم كله ولكن الى حين فهي بلا شك مهزومة كشقيقتها الاونفلونزا فالعالم كله اتفق على دحرهذا الوباء اللعين وقريبا..!