تذكرنا الجولة الرباعية للسيد بلاتر رئيس اتحاد كرة القدم العالمي (الفيفا) باللجنة الرباعية لخارطة الطريق في فلسطين المحتلة.
ففي جولة دعائية تسبق انتخابات الفيفا اختار بلاتر (الشرق الاوسط) بما في ذلك (اسرائيل) كبداية لهذه الجولة, وضد من, ضد مرشح عربي منافس هو محمد بن همام القطري, وذلك علما بأن الاخير لعب دورا مهما في انتخاب بلاتر قبل عدة سنوات.
واضافة الى هذه الجولة السياسية التي ركزت على دول الاتفاقيات المعروفة مع اسرائيل, فإن اصرار بلاتر عل ان يرشح نفسه يظهر جانبا آخر من الديموقراطية الاوروبية المزعومة, في الحقل الرياضي, هذه المرة:-
فمقابل اقتراحات (عربية) من قطر بتقليص حق الترشح لدورتين, ظل بلاتر يرفض ذلك, وها هو يرشح نفسه للمرة الرابعة على التوالي (عمره 73 عاما).
ولم يتردد السيد بلاتر عن استخدام الرشوة لشق او اجتذاب الاتحادات الاقليمية غير الاوروبية مثل الاتحادات الآسيوية والافريقية حين وعد هذه الاتحادات بتقديم ربع مليون دولار لكل منها في حالة نجاحه.
ومن الطبيعي ان ينجح بلاتر في حشد اوروبا معه ضد العالم الثالث, وذلك بإقناعه الفرنسي, ميشيل بلاتيني بالانسحاب من المنافسة لصالحه..
ومن المؤكد ان المفكر العربي الفلسطيني الراحل, ادوارد سعيد, كان سيجد في هذه الجولة, مادة اضافية لتعليقاته المعروفة حول الاستشراق وتجلياته من السياسة الى المطبخ ثم الى كرة القدم, فالروح البيضاء العنصرية لا تجد متسعا لاحد غيرها, بما في ذلك الملاعب الخضراء..
وحتى عندما تستأجر لاعبين وعدائين من السود والخلاسيين, فهم بالنسبة لها اشبه بكلاب الصيد الذين يلاحقون الذهب والبرونز كما يلاحقون الثعالب والارانب.
فهل ينجح بلاتر في اضافتنا الى قطعانه ام يقطع ابن همام الطريق عليه حيث ليس علينا انتظار اي شيء من هذا العربي سوى الاعتراف العالمي بحقنا في المنافسة.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم