النواب .. وثقة أخرى أكثر أهمية
ولاء الريالات
12-02-2021 02:50 PM
في وقت سابق منح النواب الثقة للحكومة كما كان متوقعا من قبل المراقبين والمتابعين وكذلك المواطنين.
هذه الثقة باتت تحصيل حاصل ما بين الحكومات المتعاقبة والمجالس النيابية المختلفة، أي أنه لا يوجد أي شيء جديد فيما يتعلق بهذه الثقة على الرغم من خطابات النواب التي سبقت ذلك.
النواب اليوم أمام ثقة أخرى مختلفة، وهي الأهم.. هي العمل على إعادة الثقة مع المواطن، وهي ثقة مفقودة منذ زمن طويل، أو محاولة النواب الحصول على ثقة المواطن وهذا أمر في غاية الأهمية.
المواطن حتى هذه اللحظة فاقد الثقة بنوابه، فهناك قطاعات واسعة من الأردنيين ترى أن النائب يعمل لمصالح شخصية بعيدة عن همومه وقضاياه، ويبدو أن حالة من الإحباط أصابت المواطن جراء ذلك.
هي قضية يجب أن يلتفت النواب لها، والعمل بصورة جدية لتقديم ما من شأنه جسر الهوة مع المواطن الذي يعاني الكثير في هذه الظروف.
النواب اليوم أمام هذا التحدي الكبير، ومن خلال إقرار بعض القوانين التي ينظر إليها المواطن بأهمية كبيرة، يمكن للنائب أن يعيد جزءا من هذه الثقة إذا ما شعر هذا المواطن بجدية العمل بعيدا عن المصالح الشخصية البحتة.
إعادة الثقة أمر في غاية الصعوبة، والتراكمات السلبية التي حدثت طيلة دورات نيابية سابقة عمقت الشرخ، واليوم فإن المجلس النيابي أمام اختبار كبير تجاه القاعدة الشعبية التي تتمنى أن يكون نواب اليوم غير نواب الأمس، وأن لا يزداد الشرخ أو تتعمق الهوة.
فهل يفعلها النواب ويشربون حليب السباع، بحيث يكونوا عند حسن ظن قواعدهم بهم؟