الإعلام العسكري المتلفز .. فرح وترانيم هدهدة طفل في حضن الوطن
محمد الجغبير
11-02-2021 11:22 AM
بِ وسم "الجيش العربي" وبإطلالةٍ عسكرية واثقة، لشبانٍ بعمر الوطن، وقريبا من رائحة الصحراء والجباه السُمر، والهامات الصلبة كشموخ جبال عجلون والشراه، وفي ظهورٍ متمكن، ومحتوى إعلامي عميق يترجم حالة الإثراء التي يُشكلها ويُجسدها جيشنا العربي، أطل علينا أفراد مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ببث تلفزيوني خاص بالقوات المسلحة، عبر وجبات اعلامية غير مسبوقة.
ظهور اعلامي لأهم مؤسسات أركان الدولة الأردنية يتسلح فيه نشامى مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بالمهنية الإعلامية العالية التي استقووها من صلب عملهم في وعيٍ متكامل منها، لحجم مسؤوليتها بالإعلام العسكري، ودوره في خلق بيئة موائمة بين جسم الشعب، وجسد الدولة ممثلاً بالجيش العربي.
هي خطوة محسوبة ومحسومة،وتُرصد وتُسجل لجيشنا العظيم فالخروج الى الإعلام المتلفز، محاولة موفقة أرادت خلالها مديرية التوجيه المعنوي خلق لوحات اعلامية تتحول فيها لغة العسكر الى ترنيمة حنونة، تلقي الاخبار على مسامع المشاهدين كهدهدة طفل في حضن الوطن.. تضعه في صورة الانجاز كموسم فرح..
ومن خلال خبرتي مع هذه المديرية التي اثق واحترم افرادها وضباطها الذين هم حراس ذاكرة الوطن سنكون على موعدٍ مع إعلام وطني متخصص، يأخذنا إلى محراب الجند والعسكر قريبا جدا من شغاف القلب .
محتوى يحمل دلائل كبيرة، أننا أمام فرسان حقيقيين، أمنوا بالكلمة تماما كإيمانهم بالوطن، فسحر الكلمة على تماس مباشر بفعل الفعل.. وبين الكلمة والفعل حتمية ولاء وانتماء وعشق وحالة توحد يجتمع عليها الأردنيون اسمها الوطن.
نحتاج حقيقةً الى قناة عنوانها الجيش العربي،بوصلتها الوطن،اثيرها و ترددها عاش الوطن والملك تلتحم مع مشاعر الأردنيين وإرثهم، وإرث العسكر ممن عانقت بنادقهم صلوات المقدسيين ذات وجع، إرث أبطال وقادة ، وشهداء طُرزت أسمائهم بماء الذهب في ذاكرة الأردنيين.. لدينا قصص عز وفخر تستحق أن تُوثق وأن يشهد عليها العالم أجمع، فنشأة الجيش مع نشأة نواة الدولة الأردنية تستحق أن تُخلّد .
اطلاق البث المتلفز للإعلام العسكري، يؤشر بما لا يرقى للشك، أننا أمام أصحاب قرار يواكبون مفهوم تطور الإعلام بكل مناحيه، لا سيما مع اعلان مئوية الدولة، فكان القرار بحجم هذه الإحتفالية التي تعنون الأردن الحديث وما وصل اليه قواته المسلحة من خبرات جيوسياسية وأمنية عسكرية رفيعة، حطت بها كجيش في مصاف جيوش العالم المتقدم الحديث.
قرار التحول المنهجي في شكل الإعلام العسكري عبر مديرية التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، يعكس العقلية الفذة التي التقطت المسار السليم في طرح اعلام عسكري متلفز، يحمل رسائل غاية في الحيوية والحساسية، اذا ما نظرنا لشكل وحجم المهام الجسيمة والمسؤوليات الدقيقة العالية الواقعة على عاتق القوات المسلحة، ونحن نتحدث عن تحديات إقليمية ودولية تصب افرازاتها على المنطقة العربية بوجه عام، وعلى الدولة الأردنية على وجه الخصوص.
نتطلع حقيقة كشعب وشارع، ومؤسسات اعلامية وأطر اجتماعية وثقافية، وحتى دينية الى خروج قناة متلفزة خاصة بمؤسستنا العسكرية، لا أن يقتصر اعلامها العسكري المتلفز عبر دورة برامجية هنا او هناك، فما تمتلكه مديرية التوجيه المعنوي من خبرات وامكانيات بشرية مؤهلة قادرة على ادارة محطة تلفزيونية عسكرية بل وفضائية، تقدم للعالم الحديث تجربة اردنية رائدة في الاعلام العسكري، وهو الأمر الذي من شأنه سيسهم في تكريس المكانة التي تحظى بها المؤسسة العسكرية في أذهان الأردنيين، وبما يُرسخ الدور التشاركي بين الدولة والشعب.
وكفى بنا تلك المشاهد، حين عانقت أرواح الأردنيين مواكب الجيش مع بدء اعلان قانون الدفاع وانتشار الجيش الذي حافظ على أرواح الأردنيين ابان بدء جائحة كورونا، كان كل فردٍ بتلك المواكب ابنا حقيقيا لكل الشعب.. واخا أصيلا لكل أردني، رفع التحية العسكرية من شرفة منزله، مع كل اردني اشتبك بالفرح مع مرور مركبات المواكب وقد استحال صوت مرور عجلاتها الى سيمفونيةٍ عذبة، تحمل الشغف والحب وربما الكثير من الغزل .. وليس احرص من الإعلام العسكري عبر مديرية التوجيه المعنوي كأداة في صياغة وترجمة العلاقة الأبوية بين الأردنيين وجيشهم العربي الأردني...
التقاطة ذكية فيها حنكة ومهنية اعلامية وعسكرية، ما قامت به مديرية التوجيه المعنوي بالتحول الى الإعلام المرئي المتلفز، ليكون الجيش امتدادا ليوميات الأردني، لصيقا لأحلامه وحارسا لهواجسه، و ليظل الجيش للأردنيين العنوان والهوية .