إن ما يجري على الأرض وخاصة في غزة يضعك أمام حالة غريبة ، ويشتت الذهن والتفكير ، حالة حرب حقيقية يدور رحاها بين طرفين لا نعرفهما ، احدهما يدعي الدفاع عن الشرعية ، والآخر يدعي تحرير غزة ، وتتوالي التهاني وهناك من يريد إقامة الصلاة في المنتدي احتفالاً وابتهاجاً .
قتل – موت – تدمير عنوان ما يجرى في غزة ، والهدف المرسوم جميع المؤسسات والأجهزة التى تخضع لسيطرة الرئيس فقط ، والقتلي من الطرفين في تزايد مستمر والخاسر الشعب الفلسطيني أولاً وأخيراً .
مرحلة مجهولة المعالم ، لا ملامح لها ، كل ما نستطيع قراءته من بين البنادق والقذائف ، والملثمين في الشوارع ، والصمت الغريب من الرئاسة والحكومة معاً أن هناك شيئاً من خلف الكواليس يدور أو متفق عليه ، فلا يمكن أن يقتل شعب بأكمله ، والقوى الشرعية المنتخبة من شعبنا هى من تمارس القتل العسكري ، والصمت السياسي بحجج واهية فارغة ، عراها الموت الممارس.
هل قمست الأرض ؟
أسبوع من القتل والتدمير والصمت ، واليأس من شعبنا الذي لا حول ولا قوة له ، لا تفسير له سوى أن هناك إتفاق ، تقسيم الأرض غزة الحمساوية ، والضفة الفتحاوية ، وهنا لا بد للعودة إلي الخلف قبل عدة شهور وتتبع ، بالقراءة التصريحات السياسية ، والهدنة الصهيونية الغير معلنة والتي جاءت بلا مقدمات ، رغم محاولات بعض القوى ضرب العدو واستهدافه لحرف حالة الاقتتال الداخلي صوب العدو ، إلا أن العدو صمت ولم ينجر وترك غزة تحترق.
جملة من الأحداث تترابط وتتلاحق ، وما يجرى على الأرض يؤكد أن هناك اتفاقا ما سياسيا ينفذ ببندقية .
وباختصار شديد كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن المحاصصة خرجت من منطق السياسة والشراكة لتطال الأرض ، فاللاعبان تقاسما نصفي الملعب الفلسطيني ميدانياً ، ولكن من سيسطر على الملعب سياسياً؟ وما هو مصير قضيتنا الفلسطينية ؟ فهل سنشهد سلطة فلسطينية جنوبية ، وسلطة فلسطينية شمالية ؟
وأخر الكلمات : هنيئاً الدماء لمن يعتبر أن ما يجرى تحريرا ثانيا لغزة ، وأجره الله بكل قطرة دماء نزفت من الأبرياء ....
وهنيئا لمن طمس ما تبقي من شرف لقضيتنا ، وكرامة لدماء الشهداء الذين رسموا قضية شعب .